من الأخبار المتواترة لم نطول بذكرها ، وكلّ دليل دلّ على إمامة عليّ عليهالسلام فهو دالّ على باقي الأئمّة الأحد عشر ، ولقوله عليهالسلام : هذا ابني إمام (١) ـ يعني الحسين عليهالسلام ـ أخو إمام ابن إمام (٢) أبو أئمّة تسعة ، تاسعهم قائمهم صلوات الله عليهم.
أقول :
هذا وجه رابع عشر دالّ على إمامة عليّ (٣) عليهالسلام ، وهو قوله : أنت منّي بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه لا نبيّ بعدي (٤) ، وتقرير هذا يفتقر إلى مقدّمات ثلاث :
الاولى : تصحيح الخبر ، وهو أنّه نقل نقلا متواترا ، وأيضا تلقّته الامّة بالقبول (٥) ، فتأوّله بعضهم ، وبعضهم (٦) اعترف بدلالته على الإمامة.
الثانية : المراد بمنزلة عليّ عليهالسلام كلّ منازل هارون من موسى ، ويدلّ عليه أنّ المراد بها أكثر من منزلة واحدة ، فيكون المراد جميع المنازل ، أمّا الأوّل فلأنّه استثنى منها
__________________
(١) (إمام) لم ترد في «ج» «س».
(٢) (ابن إمام) سقطت من «ف».
(٣) في «ب» : (إمامته) بدل من : (إمامة عليّ).
(٤) فضائل الصحابة لابن حنبل : ١٣ و ١٤ ، مسند أحمد ٣ : ٣٢ ، صحيح مسلم ٧ : ١٢٠ ، سنن الترمذي ٥ : ٣٠١ / ٣٨٠٨ ، وص ٣٠٤ / ٣٨١٣ ، المستدرك للحاكم ٢ : ٣٣٧ وج ٣ : ١٠٩ و ١٣٣ ، السنن الكبرى ٩ : ٤٠ ، مسند الطيالسي : ٢٨.
(٥) قال الكنجي الشافعي في كفاية الطالب : ٢٨١ ـ ٢٨٧ الباب ٧٠ هذا حديث متّفق على صحّته ، رواه الأئمّة الحفاظ كأبي عبد الله البخاري في صحيحه ومسلم بن الحجاج في صحيحه وأبي داود في سننه ، وأبي عيسى الترمذي في جامعه وأبي عبد الرحمن النسائي في سننه وابن ماجة القزويني في سننه ، واتّفق الجميع على صحّته حتّى صار ذلك إجماعا منهم ، وقال الحاكم النيسابوري في المستدرك ٢ : ٣٣٧ هذا حديث دخل في حدّ التواتر.
(٦) (وبعضهم) لم ترد في «ف».