اللغة (١) ، والولي يطلق على الناصر والمتصرّف ، ولا معنى للأوّل هاهنا (٢) ، لأنّ هذه الآية متخصّصة (٣) ببعض الناس والنصرة عامّة لقوله تعالى : (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِناتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ).
إذا ثبت هذا فنقول (٤) : المراد بالذين آمنوا هاهنا (٥) بعض المؤمنين ، لأنّ الله تعالى وصفهم بإيتاء الزكاة حال ركوعهم ، وليس هذا الوصف ثابتا لكلّ المؤمنين.
وأيضا لو كان المراد كلّ المؤمنين لكان الولي والمولى عليه واحدا وذلك باطل ، وإذا ثبت أنّ المراد بعض المؤمنين كان ذلك البعض عليّا عليهالسلام لأنّ الامّة أجمعوا على أنّ المراد بها إمّا بعض المؤمنين فهو عليّ ، وإمّا جميع المؤمنين فيدخل عليّ عليهالسلام فيهم ، وأيضا فإنّ من الناس من قال : إنّ المراد بها بعض المؤمنين ، فهو عليّ عليهالسلام ومنهم من قال : كلّ المؤمنين ، وقد بيّنّا أنّ المراد هو البعض ، فلو كان غير عليّ عليهالسلام كان ذلك خارقا للإجماع ولاتّفاق المفسّرين على أنّ المراد بذلك هو عليّ عليهالسلام (٦) (٧).
قال :
ولقوله : أنت منّي بمنزلة هارون من موسى ، وهارون كان خليفته ، إلى غير ذلك
__________________
(١) مغني اللبيب ١ : ٣٩ ، القاموس المحيط ٤ : ١٩٨ ، تاج العروس ٩ : ١٢٩ ، وانظر الاقتصاد للشيخ الطوسي : ١٩٩.
(٢) في «س» : (هنا).
(٣) في «ب» «د» : (مختصّة).
(٤) في «ج» «ر» «ف» زيادة : (إنّ).
(٥) في «س» : (هنا).
(٦) قوله : (كان ذلك) إلى هنا سقط من «ف».
(٧) الاقتصاد للشيخ الطوسي : ١٩٧ ، الرسائل العشر للشيخ الطوسي : ١٢٩ ، إشارة السبق للحلبي : ٥١ ، المسائل العكبريّة للمفيد : ٤٩ ، الإفصاح للمفيد : ١٣٤ ، الإرشاد للمفيد ١ : ٧.