قال :
ولقوله تعالى : (وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) (١) أي مع المعلوم منهم الصدق ولا يكون إلّا المعصوم.
أقول :
هذا ثاني عشر الوجوه ، وهو أنّ الله تعالى أمرنا (٢) بالكون مع الصادقين أي مع المعلوم منهم الصدق ، ولا يعلم الصدق من أحد إلّا من المعصوم ، فيجب أن نكون مأمورين بالكون مع المعصوم ، ولا معصوم إلّا عليّ عليهالسلام فهو الإمام الذي أمرنا الله بالكون معه.
قال :
ولقوله تعالى : (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا) (٣) والولي بمعنى الناصر والمتصرّف ، والأوّل منتف لتخصيصها بشخص ، والنصرة عامّة بقوله تعالى : (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِناتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ) (٤) ومتى كان بمعنى المتصرّف (٥) فهو عليّ عليهالسلام إذ كلّ من قال بأنّها تدلّ على ذلك صرفها إليه ولاتّفاق أئمّة التفسير.
أقول :
هذا وجه ثالث عشر ، وتقريره : أنّ لفظة «إنّما» تفيد الحصر بالنقل عن أهل
__________________
(١) التوبة : ١١٩.
(٢) في «ر» «ف» : (أمر).
(٣) المائدة : ٥٥.
(٤) التوبة : ٧١.
(٥) في «ب» «ج» : (التصرّف).