إلى الفاعل والثانية (١) نسبة متناه إلى متناه ، فالأولى كذلك. وأمّا الثانية فلأنّ أحد ما تعقله النفس الأعداد ، وهي غير متناهية.
قال :
ولأنّها (٢) كانت دائمة التعقّل (٣) للمحلّ أو لا تعقله البتّة.
أقول :
هذا أحد الوجوه وهو أنّ النفس لو كانت منطبعة في آلة كالقلب أو الدماغ لزم أحد الأمرين ، وهو إمّا (٤) تعقّل النفس لذلك المحلّ دائما أو عدم تعقّله البتّة في وقت من الأوقات ، والتالي بقسميه باطل (٥) ، فالمقدّم مثله.
وبيان الشرطيّة : أنّ التعقّل هو حصول صورة المعقول للعاقل ، والنفس إذا كانت منطبعة في الآلة استحال أن يكون تعقّلها لتلك الآلة لأجل حصول صورة لتلك الآلة مساوية لها في النفس لاستحالة اجتماع الأمثال ، بل إنّما كانت تعقل تلك الآلة بنفسها ، فإن كانت تلك الآلة معقولة للنفس كانت كذلك دائما لحصول المعقول دائما للعاقل ، وإن لم تكن معقولة لم يكن كذلك دائما.
وأمّا بطلان التالي فلأنّا نعقل الآلة التي تدّعونها في وقت دون وقت.
__________________
(١) في «ب» : (الثاني).
(٢) في «د» : (ولأنّه).
(٣) في «س» : (العقل).
(٤) (إمّا) لم ترد في «د».
(٥) في «ج» «ر» : (باطل بقسميه) بتقديم وتأخير.