الثاني : البسيط المستغني (١) عن المحلّ يستحيل (٢) عدمه ، لأنّ كلّ ما يصحّ عليه العدم فله إمكان العدم ، وذلك الإمكان يستحيل أن يحلّ في البسيط وإلّا لصحّ وجوده حين عدمه ، هذا خلف ، ولا بدّ (٣) وأن يحلّ في المادّة ، وكلّ قابل للعدم مركّب من المادّة والصورة أو يكون عرضا أو صورة ، فالجواهر المجرّدة والمادّة يستحيل عليهما (٤) العدم.
الثالث : أنّ (٥) كلّ قابل للعدم له مادّة على ما مرّ ، ولا شيء من المادّة له مادّة فلا شيء من المادّة بقابلة للعدم.
قال :
جواب الأوّل : لا نسلّم أنّ التقدّم (٦) يفتقر إلى زمان ، إذ الأجزاء الزمانيّة كذلك ونمنع تركيب (٧) قابل العدم لجواز قبول الشيء عدمه كالممكن ، ونمنع اقتضاء الإمكان للهيولى وإلّا تسلسل.
أقول :
الجواب عن الوجه الأوّل أن نقول : لا نسلّم أنّ التقدم الذي لا يجامع المتقدّم فيه المتأخّر يجب أن يكون بالزمان ، فإنّ أجزاء الزمان تتقدّم بعضها على بعض من غير حاجة إلى الزمان.
__________________
(١) في «ر» «س» : (يستغني).
(٢) في «ر» : (فيستحيل).
(٣) في «د» «ر» : (فلا بدّ).
(٤) في «د» «ر» : (عليها).
(٥) (أن) لم ترد في «ر» «س».
(٦) في «د» : (العدم).
(٧) في «ب» «د» «س» : (تركّب).