من بيان الفرق بين الجنس والفصل وبين المادة والصورة فراجع.
(الثالث): ملاك الحمل كما أشرنا إليه
______________________________________________________
المفهوم متعدد من غير جهة الاعتبارين (١) (قوله : من بيان الفرق بين الجنس ... إلخ) حيث فرقوا بين الجنس والمادة بأن الجنس كالحيوان مأخوذ لا بشرط فصح حمله ، والمادة مأخوذة بشرط لا فلا يصح حملها ، وكذا الفصل والصورة (أقول) الظاهر من من كلماتهم هو ما فهمه في الفصول قال المحقق السبزواري في شرح قوله :
جنس وفصل لا بشرط حملا |
|
فمدة وصورة بشرط لا |
: وفيه إشارة إلى أن كلا من هاتين مع كل من هذين متحد ذاتا مختلف اعتباراً ، (وقال) القوشجي في كلام له في الفرق بين الاصطلاحين : ولذلك يقال : الجنس بشرط شيء هو عين النوع فالحيوان بشرط الناطق هو عين الإنسان وبشرط الصاهل عين الفرس وهكذا وليس معنى أخذه هاهنا بشرط لا شيء أن يكون مجرداً عن كل شيء على ما ذكر في الماهية المجردة بل معناه أن يؤخذ من حيث أنه قد انضم إليه شيء خارج عنه وقد حصل منهما أمر ثالث وبهذا الاعتبار يكون كل واحد منهما جزءاً له وجزء الشيء من حيث هو جزء له لا يكون محمولا عليه مواطاة إذ لا يصح أن يقال : هذا الكل هو هذا الجزء فلذلك قيل : الحيوان بشرط لا شيء جزء ومادة لما تركب منه وغير محمول عليه ... إلى أن قال : أما أخذ الحيوان لا بشرط شيء فهو أن يعتبر من حيث هو من غير أن يتعرض لشيء آخر أي لا يؤخذ معه شيء من حيث هو داخل فيه ولا من حيث انه خارج عنه ينضم إليه بل يؤخذ من حيث هو فيكون صالحا لكل واحد من الاعتبارين ويكون محمولا على الأنواع المندرجة تحته ، وقس على ذلك حال الناطق وكذا حال غيرهما من الأجزاء المحمولة على الماهيات. انتهى ، فان ظاهر هذين الكلامين ـ مضافا إلى المحكي عن الشيخ سابقاً ـ يعطى ما ذكره في الفصول لا غيره «وكيف كان» فالظاهر أن الفارق بين المشتق ومبدئه أن المبدأ حاك عن المعنى المنحاز عن الذات في مقام اللحاظ الّذي لو نسب إلى الذات كانت نسبته إليها نسبة الصادر إلى المصدور عنه والمضاف