كما هو ظاهر الخطاب التعليقي ضرورة ان ظاهر خطاب : إن جاءك زيد فأكرمه ، كون الشرط من
______________________________________________________
وغيرها فانها لا تتعلق بالخارج إذ قد لا يكون المستعمل فيه له وجود خارجي ، ولأن الوجود الخارجي في الإرادة والكراهة ملازم لسقوطهما لا مقوم لهما ، بل موضوع هذه الأمور نفس الوجود اللحاظي الّذي يُرى خارجيا غير ملتفت إلى كونه لحاظيا فهو فان فيه فناء الحاكي في المحكي ، وكذلك حال الشرط المنوط به الجزاء في القضايا الشرطية فانه بوجوده الفرضي اللحاظي قد أنيط به الجزاء ولازمه ثبوت الجزاء فعلا ثبوتا منوطاً معلقا لا مطلقا غير معلق ، بل هو الحال في سائر القضايا الحملية الإنشائية أو الخبرية مثل : يحرم الخمر ، ويحل التمر ، فان الحرمة والحل قائمان بالخمر والتمر بوجودهما اللحاظي لا الخارجي وإلا فقد لا يكون خمر أو تمر ومع ذلك يحكم بثبوت الحرمة والحل لموضوعيهما ولا فرق بين النسب الحملية والشرطية ، إذ كما ان الجزاء منوط بشرطه كذلك المحمول منوط بموضوعه ، وكما أن المحمول منوط بموضوعه الفرضي اللحاظي كذلك الجزاء منوط بشرطه كذلك ، فالوجوب حينئذ يكون ثابتا حقيقة قبل حصول الشرط لكنه على نحو خاص من الثبوت أعني ثبوتا منوطاً لا مطلقا ، ولأجل ذلك جرى فيه الاستصحاب كما سيأتي في محله إن شاء الله. نعم مثل هذا الوجوب الثابت على النحو المذكور لا يصلح للبعث إلى متعلقه إلا بعد ثبوت الشرط المناط به لا قبله ، لكنه لا ينافى ما ذكرنا من ثبوت الوجوب قبله إلا أن يدعى أن الوجوب إنما يكون منتزعا عن مقام المحرِّكية التحقيقية التي عرفت توقف تحققها على وجود الشرط كذلك لكنه غير ظاهر كما لعله يأتي توضيحه فانتظر (١) (قوله : كما هو ظاهر الخطاب التعليقي) اعلم أن مفهوم قولنا : ان كانت الشمس طالعة فالنهار موجود ، يحتمل بدوا أمورا (الأول) محض الملازمة بين الشرط والجزاء نظير قولنا : طلوع الشمس ملزوم لوجود النهار (الثاني) تعليق الاخبار بالجزاء على وجود الشرط نظير قولنا : إذا طلعت الشمس أخبرتك بوجود النهار (الثالث) تعليق الخبر ـ به عليه أعنى