لتخصيص المعلق بما يتوقف حصوله على أمر غير مقدور ، بل ينبغي تعميمه إلى امر مقدور متأخر أخذ على نحو لا يكون مورداً للتكليف ويترشح عليه الوجوب من الواجب
______________________________________________________
مقدور له اراده وان لم يكن مقدوراً واقعاً ، وإذا علم بأنه غير مقدور له لم يرده وان كان مقدوراً واقعاً والعلم بالقدرة حاصل حين الإرادة وان كانت هي متأخرة عن زمان الإرادة. نعم القدرة الخارجية شرط تأثير الإرادة في المراد ، ولأجل ذلك يكون تأثيرها في المراد الاستقبالي استقباليا لأنه ظرف القدرة الخارجية فتأمل [١] ولأجل ذلك يصح بلا عناية قولنا : أريد السفر غداً ، وأريد الصوم في رمضان ونحو ذلك (١) (قوله : لتخصيص المعلق) كما في الفصول (٢) (قوله : على أمر غير مقدور) كالوقت مثلا (٣) (قوله : مقدور متأخر) كما إذا قيل : يجب عليك الآن ان تكرم زيداً بعد زيارتك له غداً ، فان الزيارة المعلق عليها الفعل امر مقدور للمكلف وهي متأخرة عن زمان الوجوب (أقول) : صرح في الفصول بعدم الفرق بين غير المقدور والمقدور ومثل للثاني بما لو توقف الحج المنذور على ركوب الدّابّة المغصوبة فراجع (٤) (قوله : مورداً للتكليف) بأن كان وجود الزيارة مطلقا قيداً للواجب نظير الطهارة للصلاة (٥) (قوله : أولا) يعني أو لم تؤخذ مورداً للتكليف بأن كان المعلق عليها الإكرام الزيارة من باب الاتفاق (أقول) : قد ضرب في بعض النسخ على قوله : (أولا) مع زيادة (لا) بين نحو ويكون ،
__________________
[١] إشارة إلى ان الزمان المأخوذ قيداً في الواجب كسائر القيود إذا كان خارجا عن الاختيار يمتنع تعلق الإرادة بالمقيد به لأن تعلق الإرادة بالمقيد به يستلزم تعلقها به أعني بالمقيد المستلزم تعلق الإرادة بما هو خارج عن الاختيار وهو ممتنع من دون فرق بين الإرادة النفسيّة والغيرية ، وانما يصح تعلق الإرادة بالمقيد به بعد حصول القيد ، ومنه يظهر ان شرطية القدرة للإرادة ليست بنحو الشرط المتأخر بل هي بالإضافة إلى نفس المراد أو بالإضافة إلى بعض المقدمات من الشرط المقارن ، فتأمل جيداً (منه مد ظله)