فافهم (دفع وهم) لا يخفى ان كون وجود الطبيعة أو الفرد متعلقا للطلب انما يكون بمعنى ان الطالب يريد صدور الوجود من العبد وجعله بسيطاً الّذي هو مفاد كان التامة وإفاضته لا أنه يريد ما هو صادر وثابت في الخارج كي يلزم طلب الحاصل كما توهم ولا جعل الطلب متعلقاً بنفس الطبيعة وقد جعل وجودها غاية لطلبها وقد عرفت ان الطبيعة بما هي هي ليست إلّا هي لا يعقل ان يتعلق بها طلب لتوجد أو تُترك وأنه لا بد في تعلق الطلب من لحاظ الوجود أو العدم معها فيلاحظ وجودها فيطلبه ويبعث
______________________________________________________
عليه أو المرض يكون صحيحاً أو مريضا فكون الطبيعة من حيث هي لا مطلوبة ولا غير مطلوبة لا ينافي كونها بلحاظ تعلق الطلب بها تكون مطلوبة أو عدم تعلقه فلا تكون مطلوبة فالعمدة في عدم تعلق الطلب بالطبيعة من حيث هي انها كذلك ليست موضوعاً للأثر ومحطاً للغرض كما ذكر (١) (قوله : فافهم) لعله إشارة إلى الإشكال في الفرق بين الطلب والأمر من حيث دخل الوجود في مفهوم الثاني دون الأول كما عرفت (٢) (قوله : دفع وهم لا يخفى) تقريب الوهم ان الطلب إذا كان متعلقاً الوجود كان عارضاً عليه وحينئذ فاما أن يكون عروضه عليه قبل تحققه أو بعده فعلى الأول يلزم وجود العارض بدون المعروض وعلى الثاني يلزم تحصيل الحاصل وما ذكره المصنف (ره) دفعاً له من أن موضوع الطلب ليس الوجود بل صدوره وجعله غير دافع لأنه يقرر أيضا في الصدور كما يقرر في الوجود ـ مع أن الفرق بين الصدور والوجود بمحض الاعتبار فان الوجود عين الصدور حقيقة (فالدافع) للإشكال أن الموضوع للطلب ليس هو الوجود الخارجي بل الذهني اللحاظي الّذي لا يُلتفت إلى ذهنيته فيرى خارجياً ولذا يسري إلى كل منهما عارض الآخر فيرى موضوعا للغرض مع أن موضوعه هو الوجود الخارجي ويُرى الوجود الخارجي موضوعا للطلب فيقال : جاء بالمطلوب ، مع ان الطلب لم يتعلق به حقيقة وقد أشرنا إلى ذلك في الوجوب التعليقي (٣) (قوله : وجعله بسيطا) تقدم شرحه في تأسيس الأصل من مبحث المقدمة (٤) (قوله : الوجود أو العدم) إشارة إلى الأمر والنهي