والمراد بالعبادة هاهنا (ما) يكون بنفسه وبعنوانه عبادة له تعالى موجباً بذاته للتقرب من حضرته لو لا حرمته كالسجود والخضوع والخشوع له وتسبيحه وتقديسه ، (أو ما) لو تعلق الأمر به كان أمره امراً عبادياً لا يكاد يسقط إلّا إذا أتي به بنحو قربي كسائر أمثاله نحو صوم العيدين والصلاة في أيام العادة ، لا (ما) أمر به لأجل التعبد به ولا (ما) يتوقف صحته على النية
______________________________________________________
المقام فراجع (١) (قوله : والمراد بالعبادة هاهنا) قال الشيخ الطبرسي قدسسره : العبادة غاية الخضوع والتذلل ولذلك لا تحسن الا لله تعالى الّذي هو مولى أعظم النعم فهو حقيق بغاية الشكر ، انتهى. وفي الاصطلاح تطلق على معنيين (أحدهما) : ما أمر به بنحو لا يسقط أمره إلا إذا جيء به بعنوان قربي وتسمى العبادة بالمعنى الأخص (وثانيهما) مطلق ما أمر به بنحو يمكن إتيانه بنحو قُربي وتسمى العبادة بالمعنى الأعم وبالمعنى الأول تختص بالعباديات المقابلة للتوصليات ، وبالمعنى الثاني تشمل العباديات والتوصليات معاً وليس المراد من العبادة المذكورة في العنوان أحد هذين المعنيين بل المراد بها المعنى المذكور في كلام الشيخ الطبرسي (ره) المنسوب إلى العرف واللغة ، أو ما لو تعلق به أمر كان عبادة بالمعنى الأول من المعنيين (٢) (قوله : موجباً بذاته) يعني مع قطع النّظر عن الأمر لكن لا يخلو عن إشكال أشرنا إليه في المسألة السابقة فلا يبعد إذاً القول بأن مقربيتها بتوسط وجود ملاك الأمر ولا فرق بينها وبين سائر العباديات الا في ان العقل يدرك ملاك الأمر فيها بالنظر إلى ذاتها وان كان قد يُزاحم بملاك النهي أو غيره في بعض الأحوال أو الأفراد وليس كذلك في غيرها بل يكون إدراكه له بتوسط الأمر بها فانه حاك عن وجود ملاك ذاتي لها أو عرضي فتأمل جيداً (٣) (قوله : لو لا حرمته) يعني الآتية من قبل النهي عنه (٤) (قوله : أو ما لو تعلق) يعني مع عدم التعلق ولذلك افترق هذا المعنى عما سبق (٥) (قوله : لا ما أمر به) جعله في التقريرات هو الأجود (٦) (قوله : ولا ما يتوقف صحته) نسبه في التقريرات لغير واحد