(والتحقيق) عدم جوازه إذ غاية ما يمكن أن يقال في وجه جوازه : ان الخاصّ إنما يزاحم العام فيما كان فعلا حجة ولا يكون حجة فيما اشتبه أنه من أفراده فخطاب : لا تكرم فساق العلماء ، لا يكون دليلا على حرمة إكرام من شُك في فسقه من العلماء ، فلا يزاحم مثل : أكرم العلماء ، ولا يعارضه فانه يكون من قبيل مزاحمة الحجة بغير الحجة ، وهو في غاية الفساد فان الخاصّ وإن لم يكن دليلا في الفرد المشتبه فعلا إلا أنه يوجب اختصاص حجية العام في غير عنوانه من الافراد فيكون : أكرم العلماء ، دليلا وحجة في العالم غير الفاسق فالمصداق المشتبه وان كان مصداقا للعام بلا كلام إلا انه لم يُعلم أنه من مصاديقه بما هو حجة لاختصاص حجيته بغير الفاسق (وبالجملة): العام المخصص بالمنفصل وان كان ظهوره في العموم كما إذا لم يكن مخصَّصاً بخلاف المخصَّص بالمتصل كما عرفت إلا أنه في عدم الحجية ـ إلا في غير عنوان الخاصّ ـ
______________________________________________________
قال في صدر البحث : وكيف كان فلنا في المقام دعويان إحداهما التعويل عند وجود أصل رافع للاشتباه كما إذا قيل : أكرم العلماء إلا فساقهم ... إلخ فان تمثيله بالمتصل وكذا تمثيله به مكرراً في بيان الدعوى الثانية وعدم تنبيهه على اختصاص النزاع الآتي بالمنفصل شاهد بعموم النزاع فتأمل. نعم لا ينبغي كونه محلاً للنزاع بناء على ما ذكره المصنف (ره) من انقلاب عنوان العام في المخصص المتصل إلى عنوان الخاصّ فإذا شك في فرد أنه من أفراد الخاصّ فقد شك في كونه مصداقا لعنوان العام ومثل هذا الشك مانع عن التمسك بالعامّ وسيأتي أن التمسك بالدليل إنما يصح بعد إحراز عنوان موضوعه فإذا قيل : أكرم كل عالم ، وشك في فرد أنه عالم امتنع تطبيق العام عليه من غير فرق بين التردد بين الأقل والأكثر وبين المتباينين (١) (قوله : من شك في فسقه) لأن مشكوك الفسق لما لم يُحرز انطباق عنوان الفاسق عليه امتنع التمسك فيه بقوله : لا تكرم فساق العلماء ، وإذا لم يكن الخاصّ حجة كان العام فيه محكما لأن المانع عنه ليس إلا الدليل الخاصّ والمفروض عدم صلاحيته للمنع لعدم حجيته (٢) (قوله : فان الخاصّ وإن لم يكن) توضيحه