موضوع لنفس المعنى الّذي له مطابق في الذهن وان كان كلامهم ربما يوهم الأول. قال ابن الحاجب : أعلام الجنس وضعت أعلاماً للحقائق المتعينة كما أشير باللام في نحو : (اشتر اللحم) إلى الحقيقة الذهنية وكل واحد من هذه الاعلام موضوع لحقيقة في الذهن متحدة فهو أيضا غير متناول غيرها وضعاً وإذا أطلق على فرد من الافراد الخارجية نحو : هذا أسامة مقبلا ، فليس ذلك بالوضع بل لمطابقة الحقيقة الذهنية لكل فرد خارجي مطابقة كل كلي عقلي لجزئياته الخارجية نحو قولهم : الإنسان حيوان ناطق ، وقال أيضاً : إن الحقيقة الذهنية والفرد الخارجي كالمتواطئين انتهى. فان قوله : حقيقة ذهنية وكلي عقلي ، وان كان يوهم ذلك إلا أن ملاحظة خصوصيات عبارته تشهد بإرادة الطبيعة من الكلي العقلي في قبال الافراد وبالحقيقة الذهنية ما ذكرنا لا ما ذكر المصنف (ره) ولأجل أن الشيخ نجم الأئمة (ره) فهم ما ذكرنا اختار كون تعريف علم الجنس ولام التعريف في جميع أقسامها عدا المعهود الخارجي لفظياً كما ذكر المصنف (ره) من جهة أن الحضور الذهني مما يمتنع أن يستفاد من اللام فان كل لفظ يدل على معنى حاضر في ذهن السامع «قال» ـ بعد أن رسم المعرفة بما أشير به إلى خارج ـ : وإنما قلنا : إلى خارج ، لأن كل اسم فهو موضوع للدلالة على ما سبق علم المخاطب بكون ذلك الاسم دالا عليه ومن ثم لا يحسن أن يخاطب بلسان من الألسنة إلا من سبق معرفته بذلك اللسان فعلى هذا كل كلمة إشارة إلى ما ثبت في ذهن المخاطب أن ذلك اللفظ موضوع له فلو لم يقل : إلى خارج ، لدخل في الحد جميع الأسماء معارفها ونكراتها فتبين مما ذكرنا أن قول المصنف : في قولك : اشرب الماء واشتر الحكم وقوله تعالى : أن يأكله الذئب ، إشارة إلى ما في ذهن المخاطب من ماهية الماء واللحم والذئب ليس بشيء لأن هذه الفائدة يقوم بها نفس الاسم المجرد عن اللام فالحق أن تعريف اللام في مثله لفظي كما أن العلمية في مثل أسامة لفظي كما سيجيء في الاعلام انتهى ، وقال في مبحث العلم : إذا كان لنا تأنيث لفظي كغرفة وبُشرى وصحراء ونسبة لفظية نحو كرسي فلا بأس أن يكون لنا تعريف لفظي