وقال : قال رسول الله عليهالسلام : كلّ مولود يولد على الفطرة يعني على المعرفة بأنّ الله عزوجل خالقه» (١).
وقد ورد هذا المضمون أيضاً في أحاديث اخرى (٢).
وبعض الروايات تعرّف (الاصول الإسلامية) كلّها أمراً فطرياً ، كما نقرأ في الحديث النبوي الشريف : كلّ مولود يولد على الفطرة حتّى يكون أبواه هما اللذان يهوّدانه وينصّرانه(٣).
وقد نقلت النصوص الشيعية والسنّية هذا الحديث بكثرة وهو من الأحاديث الشهيرة جدّاً.
ويلاحظ نظير هذا المضمون في روايات اخرى وفيها تأكيد على قضيّة التوحيد ونبوّة الرسول الأكرم صلىاللهعليهوآله وولاية علي عليهالسلام (٤).
وختاماً فإنّ بعض الروايات تؤكّد على قضيّة الولاية ، كما نقرأ الحديث الذي يرويه أبو بصير عن الإمام الباقر عليهالسلام في آية البحث حيث عبّر عن المقصود في الآية بأنّه : «الولاية» (٥).
وواضح أنّ هذه التفاسير لا تتنافى فيما بينها أبداً ، فالاصول الدينية ـ في الحقيقة ـ توجد في الفطرة البشرية بصورة مركّزة ، غير أنّ بعض الروايات تشير إليها كلّها وبعضها الآخر يشير إلى قسم منها.
وفي الحقيقة فإنّ فطرة التوحيد لا يمكن أن تنفصل عن اصول العقيدة لأنّ الله الحكيم لم يخلق العباد عبثاً ، ومن البديهي أنّه وضع تكاليف ومناهج لتكامل العباد يجب إبلاغها عن طريق الرسل ، ويحفظها أوصياؤهم وتنفذ عن طريق الولاية وتشكيل الحكومة الإسلامية وتظهر نتائجها في عالم الآخرة.
__________________
(١) بحار الانوار ، ج ٣ ، ص ٢٧٩ ، ح ١١.
(٢) المصدر السابق ، ح ١٢ ، ١٣.
(٣) غوالي اللآلي ، طبقاً لبحار الأنوار ، ج ٣ ، ص ٢٨١ ، ح ٢٢.
(٤) بحار الأنوار ، ج ٢ ، ص ٢٧٧ ، ٢٧٨ ، ٢٨٠ ، ح ٣ ، ٩ ، ١٨.
(٥) المصدر السابق ، ح ٢.