يقول الراغب في المفردات : الشرك في الدين ضربان :
أحدهما : الشرك العظيم وهو إثبات شريك لله تعالى وذلك أعظم كفر.
والثاني : الشرك الصغير وهو مراعاة غير الله في بعض الامور وهو الرياء والنفاق (١).
«واحد» : مشتقّ من (وحدة) ويعني في الأصل ـ كما يقول الراغب في المفردات ـ : الشيء الذي لا جزء له ، ثمّ اتّسع استعماله حتّى أخذ يطلق على كلّ شيء يتّصف بالوحدانية ، ويضيف :
فالواحد لفظ مشترك يستعمل على ستّة أوجه : ١ ـ ما كان واحد في الجنس أو في النوع كقولنا الإنسان والفرس واحد في الجنس وزيد وعمرو واحد في النوع.
٢ ـ ما كان واحداً بالاتّصال إمّا من حيث الحلقة كقولك شخص واحد وإمّا من حيث الصناعة كقولك حرفة واحدة.
٣ ـ ما كان واحداً لعدم نظيره.
٤ ـ ما كان واحداً لامتناع التجزّي.
٥ ـ لمبدأ العدد كقولك واحد إثنان.
٦ ـ لمبدأ الخطّ كقولك النقطة الواحدة وإذا وصف الله تعالى بالواحد فمعناه هو الذي لا يصحّ عليه التجزّي ولا التكثّر (٢).
«وأحد وصف مأخوذ من الوحدة كالواحد ، غير أنّ الأحد إنّما يطلق على ما لا يقبل الكثرة لا خارجاً ولا ذهناً ولذلك لا يقبل العدّ ، ولا يدخل في العدد بخلاف الواحد فإنّ كلّ واحد له ثانٍ وثالثٌ إمّا خارجاً أو ذهناً [ك] قولك : ما جاءني من القوم أحد ، فإنّك تنفي به مجيء إثنين منهم وأكثر كما تنفي مجيء واحد منهم بخلاف ما لو قلت : ما جاءني واحد منهم فإنّك إنّما تنفي به مجيء واحد منهم بالعدد ولا ينافيه مجيء إثنين منهم أو أكثر ...» (٣).
__________________
(١) مفردات الراغب ، ص ٢٦١ مادّة (شرك) ، لسان العرب ؛ التحقيق ؛ مقاييس اللغة ؛ جمهرة اللغة وكتب اخرى.
(٢) مفردات الراغب ، ص ٥٥١ مادّة (واحد) ؛ لسان العرب ؛ التحقيق ؛ مقاييس اللغة ؛ جمهرة اللغة وكتب اخرى.
(٣) تفسير الميزان ، ج ٢٠ ، ص ٣٨٧.