الأصنام بواسطة هذه الطلاسم «والطلسم : نوع من السحر ، ويقول بعض المفسرين أنّ «الطلسم» عبارة عن أشكال ورسومات يعتقدون بأنّها تُمثل سلطات سماوية اختلطت مع الأرض ، وأصبحت مصدراً لآثار عجيبة وغريبة! وهذه النقوش مفضلة على أشياء مختلفة ، حيث يعتقدون بأنّها وسيلة لدفع الموجودات المؤذية وإبعاد أذاها عنهم» (١)
٤ ـ والبعض منهم صنعوا هذه الأصنام والأوثان على صور أنبيائهم وأكابرهم وزعموا أنّهم متى ما اشتغلوا بعبادة هذه التماثيل فإنّ اولئك الأكابر يكونون شفعاء لهم عند الله تعالى.
٥ ـ وآخرون اعتقدوا أنّ الإله نور عظيم وأنّ الملائكة أنوار فوضعوا على صور الإله الأكبر الصنم الأكبر وعلى صور الملائكة صوراً اخرى.
٦ ـ لعلّ من بين عبدة الاصنام طائفة من الحلولية حيث يعتقدون أنّ الله يحل في الأجسام الشريفة ولذلك فانّهم دأبوا على عبادة هذه الاجسام (٢).
ويقول مفسّر آخر : إنّ أوّل ما عُبِدت الأصنام في قوم نوح عليهالسلام وذلك أنّ آدم كان له خمسة أولاد صلحاء وهم «ود ، وسواع ، ويغوث ، ويعوق ، ونسر» فمات «ود» فحزن الناس عليه حزناً شديداً فاجتمعوا حول قبره في أرض بابل لا يكادون يفارقونه فلمّا رأى إبليس ذلك جاء إليهم في صورة إنسان وقال لهم : هل تريدون أن أصنع لكم ما إن نظرتم إليه ذكرتموه؟ قالوا : نعم ، فصنع لهم تمثالاً.
وهكذا كلّما مات واحد من أبناء آدم صنعوا له تمثالاً وسمّوه بإسمه ، وبتقادم الزمان وبنسيان الأجيال أعاد الشيطان قائلاً : إنّ أجدادكم كانوا يعبدون هذه الأصنام فاعبدوها ، فأرسل الله إليهم نوحاً عليهالسلام فنهاهم عن عبادتهم فلم يجيبوه لذلك ... (٣).
* * *
__________________
(١) دائرة المعارف دهخدا ج ٣٢ ، ودائرة المعارف مصاحب ، ج ٢ ، مادة (طلسم).
(٢) التفسير الكبير ، ج ١٧ ، ص ٦٠٠ (مع الإختصار اليسير).
(٣) تفسير روح البيان ، ج ٤ ، ص ٢٦ (باختصار).