ويبدو أنّ الأصل في هذا اللفظ مشتقّ من (عبد) إلّاأنّ (عبد) كما في (لسان العرب) و (كتاب العين) يطلق على كلّ إنسان عبداً كان أم حرّاً (لأنّ البشر كلّهم عبيد الله) ويطلق تارةً على العبيد خاصّة.
ويضيف الراغب : العبد أربعة أضرب :
١ ـ عبدٌ بحكم الشرع وهو الإنسان الذي يصحّ بيعه وشراؤه.
٢ ـ عبدٌ بمعنى مخلوق.
٣ ـ عبدٌ بالعبادة والخدمة ، والناس في هذا ضربان : عباد الله وعباد الدنيا (وعباد الرحمن) و (عبيد الدنيا).
وفي مجمع البحرين إنّ هذه الكلمة تستعمل تارةً بمعنى (الحزب والفئة) والآية : (فَادْخُلِى فِى عِبَادِى). (الفجر / ٢٩)
فيها إشارة إلى ذلك.
وهذه النقطة جديرة بالإهتمام وهي أنّهم قسّموا العبادة إلى نوعين :
العبادة الإختيارية التي أمرت بها الآيات القرآنية ، والعبادة غير الإختيارية ، كما يقول القرآن الكريم : (وَإِنْ مِّنْ شَىءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ). (الاسراء / ٤٤)
ويقول الطريحي في (مجمع البحرين) : إنّ الحكماء قسّموا العبادة إلى ثلاثة أقسام وهي :
الأوّل : ما يجب على الأبدان كالصلاة والصيام والسعي في المواقف الشريفة لمناجاته جلّ ذكره (عبادة جسمانية).
الثاني : ما يجب على النفوس كالإعتقادات الصحيحة من العلم بتوحيد الله وما يستحقّه من الثناء والتمجيد والتفكّر فيما أفاضه الله سبحانه على العالم من وجوده وحكمته ثمّ الإتّساع في هذه المعارف (عبادة روحانية).
الثالث : ما يجب عند مشاركات الناس في المدن وهي في المعاملات والمزارعات والمناكح وتأدية الأمانات ونصح بعض لبعض بضروب المعاونات وجهاد الأعداء وحماية الحوزة (١) (عبادة اجتماعية).
__________________
(١) مجمع البحرين للطريحي ، ج ٣ ، ص ١٠٨.