(مَا مِنْ شَفِيعٍ إِلَّا مِن بَعدِ اذْنِهِ). (يونس / ٣)
وعندما يحيي السيّد المسيح عليهالسلام الموتى ويُبرىء الأعمى والمبتلين بالأمراض المستعصية فإنّ ذلك بإذن الله أيضاً : (وابرِئُ الْاكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَاحْىِ الْمَوْتى بِإِذنِ اللهِ). (آل عمران / ٤٩)
وعندما يستطيع (آصف بن برخيا) وهو وزير سليمان ومَن وصفه القرآن بـ : (الَّذِى عِنْدَهُ عِلمٌ مِنَ الْكِتَابِ) أن يأتي بعرش بلقيس في طرفة عين ـ كما يصرّح به القرآن ـ من بلاد سبأ إلى سليمان في الشام فإنّه كما قال : (مِن فَضلِ رَبِّي) (النمل / ٤٠)
ولكن الوهّابيين الغرباء عن القرآن وقعوا في خلط كبير وتصوّروا أنّ هذه الأعمال التي تصدر عن هؤلاء العظماء تصدر منهم بالإستقلال ، ولذا قاموا من أجل حلّ المشكل بإنكار بعض الضرورات في الدين مثل مسألة الشفاعة.
وعليه فإنّ هؤلاء ومن أجل تثبيت قواعد التوحيد كما يزعمون سقطوا في وادي الشرك ووادي إنكار ضرورات الدين والقرآن ، وللشهيد المطهّري رحمهالله كلام جميل في هذا المجال ننقل خلاصته حيث قال تحت عنوان (حدود التوحيد والشرك) :
١ ـ الإعتقاد بموجود غير الله سبحانه ليس شركاً ذاتياً كما يعتقد أنصار الوحدة النوعية للوجود ، لأنّ هذه الموجودات مخلوقة ومرتبطة به لا أنّها نظيرة له.
٢ ـ لا يعتبر الإعتقاد بتأثير المخلوقات شركاً في الخالقية (كما يعتقد الأشاعرة والجبريون) لأنّ المخلوقات كما أنّها ليست مستقلّة ذاتياً فإنّها غير مستقلّة في تأثيراتها أيضاً ، بل أنّها تابعة له.
٣ ـ لو اعتقدنا بالتأثّر المستقلّ للمخلوقات وقلنا أنّ عالم الخلق أمام الله كالماكنة والساعة التي يصنعها الصانع فهي بحاجة إليه في حدوثها ولا تحتاجه بعد صناعتها لأنّها تعمل حتّى لو ارتحل صانعها من الدنيا ، فهذا هو الإعتقاد بالتفويض وهو لون من الشرك (إعتقاد المعتزلة).
٤ ـ الإعتقاد بقدرة الموجودات التي تفوق الطبيعة وتأثيراتها في العالم بإذن الله وأمره