وقد فوّضت إليه بإذنه عزوجل وإعانة عباده وأنّه خليفة الله في الأرض وعليه يجب أن لا يكون إنساناً مستبدّاً مغروراً وظالماً أبداً ، وعندما يصل إلى الحكومة يقول كما قال علي عليهالسلام : «... وما أخذ الله على العلماء ألّا يقارّوا على كظَّة ظالم ولا سغب مظلوم لألقيت حبلها على غاربها ولسقيت آخرها بكأس أوّلها ، ولألفيتم دنياكم هذه أزهد عندي من عفطة عنز»(١).
أجل إنّه يرى الحكومة في كلّ الأحوال وديعة إلهيّة وهو أمينها ومسؤول أمام صاحبها الأوّل ، وهذه الرؤية يمكن لها أن تقلب صورة الحكومة في العالم بشرط أن تنفذ إلى أعماق الروح وتتلوّن الروح الإنسانية بلونها.
ولا يصدق هذا الأمر على المتصدين في الحكومة فحسب ، بل يصدق على جميع العاملين في الحكومة والامراء والقادة والمدُراء والقضاة.
المعلوم من مجموع ما مرّ من أبحاث هو أنّ الحكومة في الإسلام ليس لها شكل استبدادي وليست من الطراز الديمقراطي الغربي ، بل هي نوع من الحكومة الشعبية التي تعمل في إطار العقيدة ولها لون إلهي في أساسها ، عن هذا الطريق تكتسب لوناً شعبياً وتنشأ كلّ امتيازاتها من هنا.
وهناك كلام طويل حول (الحكومة في القرآن) وموضوع البحث هنا هو (التوحيد في الحاكمية) و (نشوء الحكومة من الله) ولذا نوكل الباقي إلى البحث العامّ حول الحكومة بإذن الله.
* * *
__________________
(١) نهج البلاغة ، الخطبة ٣.