فانّه يفقد تأثيره التربوي ولا ينفع في إلقاء الحجّة وسدّ باب الاعذار.
د) يستفاد من قوله تعالى : (رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَينِ وأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ). (المؤمنون / ١١)
إنّ للبشر موتتين وحياتين (حيث كانوا موجودات ميتة فأحييت ثمّ يموتون ثمّ يحيون يوم القيامة) في حين يكون لهم ـ وفق هذا التفسير ـ أكثر من موتتين وحياتين : (موت وحياة في عالم الذرّ وموتان وحياتان آخران).
ه) يستلزم هذا التفسير (التناسخ) ، لأنّا نعلم بأنّ التناسخ ليس إلّاحلول روح واحدة في جسمين أو أكثر ، وطبقاً لهذا التفسير فإنّ الروح الاولى تعلّقت أوّلاً بالذرّات الدقيقة جدّاً والتي خرجت من ظهر آدم ثمّ خرجت لتتعلّق بالأجسام الحاضرة ، وهذا هو عين التناسخ.
وبطلان التناسخ هو من المسلّمات في الدين ، ولذا فإنّ الشيخ المفيد رحمهالله في كتابه «جواب المسائل السروية» عندما يذكر التفسير أعلاه مقروناً ببعض الروايات يضيف : «هذه أخبار القائلين بالتناسخ وفيه جمعوا بين الحقّ والباطل» (١).
وقد ورد هذا الكلام بنفسه في كلام شيخ المفسّرين الطبرسي رحمهالله (٢).
وسنلاحظ بإذن الله لدى مطالعة أخبار عالم الذرّ أنّ الأخبار الدالّة على هذا التفسير معارضة بأخبار اخرى.
* * *
وأمّا القول الثاني الذي يتحدّث عن خلق فطرة التوحيد والقابلية الخاصّة لمعرفة الله في عالم الرحم فإنّه أقلّ الأقوال إشكالاً ، والإشكال الوحيد الذي أورده عليه هو أنّ ظاهر الآية المبحوث عنها هو أنّ السؤال والجواب جاء بلسان القال لا الحال ، وهو ضرب من التشبيه والمجاز ، مضافاً إلى أنّ جملة (أخذ) دليل على أنّ هذا الأمر قد أخذ في الماضي ، في حين
__________________
(١) مرآة العقول ، ج ٧ ، ص ٤١.
(٢) تفسير مجمع البيان ، ج ٤ ، ص ٤٩٧.