والاعتصام بالله : هو التمسك بما دلّ عليه ، والاعتزاز به ، وطلب النجاة والمنعة به ، فهو سبحانه يعصم من الأخطاء والمعاصي كما تعصم المعاقل والحصون.
والمراد بالرحمة في قوله تعالى : (فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ) : الجنة ، وأما الفضل : فهو ما يتفضل به الله على المؤمنين في الجنة من النعيم مما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر.
والهداية إلى الصراط المستقيم : هي هداية طريق الجنان ، والهداية إلى هذا الفضل الإلهي العميم كما قال تعالى : (سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بالَهُمْ (٥)). جعلنا الله تعالى ممن يظفرون برحمته وفضله وجنّته ، ومن الموفقين إلى طريقه القويم.
ميراث الكلالة أو الإخوة
لقد أنزل الله تعالى في أوائل سورة النّساء وأواخرها نظاما مفصّلا للميراث ، فيه الحق والخير والعدل ، يعتمد على قوة القرابة من نسب وزواج ، والنّسب يشمل الآباء والأجداد ، والأبناء والبنات ، والإخوة والأخوات ، والأعمام وأولادهم والعمات ، والأخوال والخالات. ورابطة الزوجية تقتصر على الزوجين : الرجل والمرأة. وفي آخر سورة الأنفال بيان ميراث ذوي الأرحام.
قال الخطابي : أنزل الله في الكلالة آيتين : إحداهما في الشتاء وهي التي في أول سورة النّساء وفيها إجمال وهي قوله تعالى : (وَإِنْ كانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلالَةً) [النساء : ٤ / ١٢] ، ثم أنزلت الأخرى في الصيف ، وفيها كمال البيان ، وقيل : إنها من آخر الآيات نزولا ، وهي قوله تعالى : (١)
(يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ فَلَها
__________________
(١) الميت ، لا ولد ولا والد.