تعالى إلى جبرئيل : أن اهبط على يوسف ، وقل له : (لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هذا وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ).
نرجع إلى رواية أبي حمزة عن عليّ بن الحسين عليهالسلام :
قال أبو حمزة : فلمّا كان من الغد غدوت عليه ، فقلت له : جعلت فداك ، إنّك حدّثتني أمس بحديث يعقوب وولده ثم قطعته ، فما كان من قصّة إخوة يوسف وقصّة يوسف بعد ذلك؟ فقال : «إنّهم لمّا أصبحوا ، قالوا : انطلقوا بنا حتى ننظر ما حال يوسف ، أمات أم هو حي؟ فلما انتهوا إلى الجبّ وجدوا بحضرة الجبّ سيّارة ، وقد أرسلوا واردهم فأدلى دلوه ، فلمّا جذب دلوه فإذا هو غلام متعلق بدلوه ، فقال لأصحابه (يا بُشْرى هذا غُلامٌ) فلما أخرجوه أقبل إليهم إخوة يوسف ، فقالوا : هذا عبدنا سقط منّا أمس في هذا الجبّ ، وجئنا اليوم لنخرجه فانتزعوه من أيديهم ، وتنحّوا به ناحية ، فقالوا : إمّا أن تقرّ لنا أنّك عبد لنا فنبيعك على بعض هذه السيّارة أو نقتلك؟ فقال لهم يوسف : لا تقتلوني واصنعوا ما شئتم. فأقبلوا به إلى السيّارة ، فقالوا : من منكم يشتري منّا هذا العبد فاشتراه رجل منهم بعشرين درهما ، وكان إخوته فيه من الزّاهدين ، وسار به الذي اشتراه من البدو حتى أدخله مصر ، فباعه الذي اشتراه من البدو من ملك مصر ، وذلك قول الله عزوجل : (وَقالَ الَّذِي اشْتَراهُ مِنْ مِصْرَ لِامْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْواهُ عَسى أَنْ يَنْفَعَنا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً).
قال أبو حمزة : فقلت لعليّ بن الحسين عليهالسلام : ابن كم كان يوسف يوم ألقوه في الجبّ؟ فقال : كان ابن تسع سنين».
فقلت : كم كان بين منزل يعقوب يومئذ وبين مصر؟ فقال : «مسيرة اثني عشر يوما».
قال : «وكان يوسف من أجمل أهل زمانه ، فلمّا راهق يوسف راودته