إِنَّكَ لَفِي ضَلالِكَ الْقَدِيمِ فَلَمَّا أَنْ جاءَ الْبَشِيرُ) وهو يهودا ابنه ، فألقى قميص يوسف (عَلى وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيراً قالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللهِ ما لا تَعْلَمُونَ)(١).
نرجع إلى رواية عليّ بن إبراهيم : قال عليهالسلام : «فلمّا ولّى الرسول إلى الملك بكتاب يعقوب ، رفع يعقوب يديه إلى السّماء فقال : يا حسن الصحبة ، يا كريم المعونة ، يا خير كلمة ، ائتني بروح منك وفرج من عندك. فهبط عليه جبرئيل عليهالسلام فقال : يا يعقوب ، ألا أعلّمك دعوات يردّ الله عليك بصرك وابنيك؟ قال : نعم. قال : قل : يا من لا يعلم أحد كيف هو إلّا هو ، يا من سدّ السّماء بالهواء ، وكبس الأرض على الماء ، واختار لنفسه أحسن الأسماء ، ائتني بروح منك وفرج من عندك. قال : فما انفجر عمود الصبح ، حتى أتي بالقميص فطرح عليه ، وردّ الله عليه بصره وولده».
قال : «ولمّا أمر الملك بحبس يوسف في السجن ، ألهمه الله تأويل الرّؤيا. فكان يعبّر لأهل السجن ، فلمّا سأله الفتيان الرؤيا : وعبّر لهما ، وقال للّذي ظنّ أنّه ناج منهما : (اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ)(٢). ولم يفزع في تلك الحالة إلى الله ، فأوحى الله إليه : من أراك الرّؤيا التي رأيتها؟ قال يوسف : أنت يا ربّ. قال : فمن حبّبك إلى أبيك؟ قال : أنت يا ربّ. قال : فمن وجّه إليك السيّارة التي رأيتها؟ قال : أنت يا ربّ. قال : فمن علّمك الدعاء الذي دعوت به حتّى جعلت لك من الجبّ فرجا؟ قال : أنت يا ربّ. قال : فمن أنطق لسان الصّبي بعذرك؟ قال : أنت يا ربّ. قال : فمن ألهمك تأويل الرّؤيا؟ قال : أنت يا ربّ. قال : فكيف استعنت بغيري ولم تستعن بي ، وأمّلت عبدا من عبيدي
__________________
(١) كمال الدين وتمام النعمة : ص ١٤١ ، ح ٩.
(٢) يوسف : ٤٢.