.................................................................................................
______________________________________________________
أما تقريب الاستدلال بها على الاختصاص فيقال : إنه كان رسول الله «صلىاللهعليهوآله» يقبل إسلام من يقول : «لا إله إلا الله» ، ولم يكن ذلك إلا لأجل دلالة الاستثناء على الاختصاص وهو حصر الألوهية بالله تعالى ونفيها عن غيره ، ولذلك تدل كلمة الإخلاص على التوحيد.
أما تقريب الإشكال : فهي لا تدل على التوحيد سواء كان الخبر المقدر لكلمة «لا» النافية للجنس لفظ ممكن أو موجود ؛ إذ معنى التوحيد هو : امتناع إله غير الله تعالى ، فعلى الأول معناها : «لا إله بممكن إلا الله» ، ومن المعلوم : أن الإمكان لا يستلزم الوجود فعلا فضلا عن التوحيد ، وأما على الثاني : فمفادها نفي وجود غير الله تعالى ؛ ولا تدل على نفي إمكان غيره تعالى ؛ لأن نفي الوجود لا يستلزم نفي الإمكان ؛ لعدم دلالة نفي الخاص على نفي العام ، مع إن المقصود هو نفي الإمكان ، وإثبات امتناع غيره تعالى.
هذا تمام الكلام في الإشكال.
وأجاب المصنف عنه بما حاصله : بأن المراد من الإله هو : واجب الوجود ـ أي : ليس واجب الوجود إلا الله ـ وحينئذ فتقدير موجود نافع لإفادة التوحيد ؛ لأن نفي واجب الوجود مطلقا وإثباته لله تعالى يدل بالملازمة البيّنة على امتناع وجود غيره تعالى وهو معنى التوحيد ، فكلمة الإخلاص تدل على التوحيد.
٤ ـ انتفاء حكم المستثنى منه عن المستثنى بالدلالة المفهومية لا بالمنطوق ، فقد ذهب المصنف ـ تبعا للمشهور ـ إلى أن انتفاء حكم المستثنى منه عن المستثنى بالدلالة المفهومية بتقريب : أن أداة الاستثناء توجب تضييق دائرة موضوع سنخ الحكم المتعلّق بالمستثنى منه ، ولازم هذا التضييق هو : انتفاء سنخ الحكم عن المستثنى وهو معنى المفهوم.
نعم ؛ يمكن أن تكون دلالة الاستثناء على انتفاء الحكم في طرف المستثنى بالمنطوق ، لا بالمفهوم فيما إذا كان الدال عليه نفس أداة الاستثناء لا الجملة المشتملة عليها ، وهذا ليس ببعيد ، بل إنه متعين على ما قيل.
٥ ـ من أدوات الحصر : كلمة «إنّما» ، لتصريح أهل اللغة ، وتبادر الحصر منها ، ومن المعلوم : أن التنصيص والتبادر من علائم الحقيقة.
ودعوى : أن الإنصاف أنه لا سبيل لنا إلى تبادر الحصر من كلمة «إنّما» ؛ لعدم مرادف لها في لغة الفرس ، حتى يستكشف من كونها للحصر غير مسموعة ؛ بل مدفوعة بأن