بالقرينة الخارجية أنّه ما أريد ظهوره وأنّه مأوّل ، ولكل منهما في الآيات (١) والروايات (٢) وإن كان أفراد كثيرة لا تكاد تخفى ؛ إلا أن لهما أفرادا مشتبهة وقعت محلّ البحث والكلام للأعلام في أنّها من أفراد أيّهما؟ كآية السرقة (٣) ، ومثل :
______________________________________________________
وكيف كان ؛ فقوله : «وإن علم بقرينة خارجية ما أريد منه» اعتراض على ما في التقريرات حيث جعل المتصف بالمجمل والمبين المراد لا الكلام.
(١) كقوله تعالى : (وَإِنْ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ ما فَرَضْتُمْ إِلَّا أَنْ يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَا الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكاحِ)(١) حيث إنه قيل : يحتمل أن يكون المراد بالمعطوف أعني : (أَوْ يَعْفُوَا الَّذِي) الزوج ، فيكون العفو عمّا في ذمّة الزوجة إذا قبضت المهر ، وأن يكون ولي الزوجة فيكون المعفو عنه الزوج بإبراء ذمّته من المهر.
(٢) مثل ما عن عقيل بن أبي طالب : «أمرني معاوية بلعن علي «عليهالسلام» ألا فالعنوه» (٢) ، حيث إن الضمير فيه مجمل ؛ لتردّد مرجعه بين معاوية وعلي «عليهالسلام».
ومثل قول بعض أصحابنا حين سئل عن الخليفة بعد النبي «صلىاللهعليهوآله» : «من ابنته في بيته» ، حيث إن كلمة «من» الموصولة مجملة ، لتردّد المراد منها بين النبي «صلىاللهعليهوآله» وأبي بكر ، فالضمير في بيته على الأول راجع إلى مولانا علي بن أبي طالب «عليهالسلام» يعني : الخليفة من بنت النبي في بيته وهو علي «عليهالسلام» ، وعلى الثاني : راجع إلى النبي «صلىاللهعليهوآله» يعني : الخليفة من ابنته في بيت النبي «صلىاللهعليهوآله» وهو أبو بكر. وكيف كان ؛ فالرواية مجملة.
(٣) وهي قوله تعالى : (وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُما) المائدة : ٣٨ ، فهي مجملة باعتبار اليد ، وقيل : باعتبار القطع أيضا. فالإجمال في هذه الآية يمكن أن يكون بالنسبة إلى كل من اليد والقطع.
واحتج القائل بالإجمال : باعتبار اليد ، بأن اليد تطلق تارة : على الأنامل والأصابع ،
__________________
(١) البقرة : ٢٣٧.
(٢) شرح نهج البلاغة ؛ ج ٤ ، ص ٥٨ ، وذلك عند أمر المغيرة بن شعبة [وهو مثل معاوية] حجر بن عدي فقام وقال : «إن أميركم أمرني أن ألعن عليا فالعنوه». فقال أهل الكوفة : لعنه الله. وأعاد الضمير إلى المغيرة بالنية والقصد.
وورد هذا كذلك عند ما أمر محمد ـ أو أحمد بن يوسف أخو الحجاج ـ وهو أمير اليمن وقد طلب من حجر بن قيس المدري أن يلعن عليا «عليهالسلام». المستدرك على الصحيحين ، ج ٢ ، ص ٣٩٠ ، ح ٣٣٦٦ / الثقات ، ج ١ ، ص ٢٨٨ ، رقم ٢٧٣.