الخلاصة
التنبيهات
التّنبيه الأوّل :
أنّ اعتبار الأخبار من باب التعبّد لا الإرشاد إلى بناء العقلاء واعتبار الوثوق والاطمئنان النّوعي بمؤدّاه ولذا يجوز الأخذ بإطلاق الأخبار ولو لم يثبت إطلاق البناء.
والشاهد لذلك وقوع التعبّد بالرّاجح من المتعارضين عند ترجيح أحدهما بإحدى المرجّحات مع أنّ المرجّحات المذكورة في الأخبار لا توجب الاطمئنان النوعي بالمؤدّى أو وقوع التعبّد بالتخيير عند عدم وجود المرجّحات مع أنّ البناء حينئذ على التساقط.
وهكذا يعتضد ذلك أيضا بوقوع التعبّد بالأخبار ولو مع كثرة الوسائط مع أنّه لا يحصل الاطمئنان أحيانا بسبب كثرة الوسائط أو بوقوع التعبّد بتقديم أخبار ثقات الشّيعة على أخبار ثقات العامّة عند اختلافهما مع أنّه لا فرق بينهما عند العقلاء كما لا يخفى.
كلّ ذلك شاهد على أنّ اعتبار الأخبار من باب الإمضاءات التعبّديّة لا الإرشاد المحض إلى بناء العقلاء.
إنّا لا نقول لا بناء من العقلاء على اعتبار أخبار الثّقات بل نقول لا وجه لحمل أدلة اعتبار الأخبار على الإرشاد بل هي تفيد التعبّد بالأخبار والمستفاد منها هو الأعم ممّا عليه بناء العقلاء وممّا ذكر ينقدح أنّه لا وجه لحمل سيرة المسلمين أيضا على السّيرة العقلائيّة.
التّنبيه الثّاني :
أنّ ممّا استدلّ به لحجّيّة أخبار الثّقات هو استقرار سيرة المسلمين على استفادة الأحكام الشّرعيّة من أخبار الثّقات المتوسّطة بينهم وبين المعصوم عليهالسلام أو المجتهد ولا يعتنون باحتمال الخلاف.
اورد عليه أوّلا : بأنّه كيف يجتمع استقرار السّيرة المذكورة مع اختلاف جماعة من العلماء مثل السيّد والقاضي وابن زهرة والطّبرسي وابن إدريس في جواز العمل بمطلق الخبر فإنّ هؤلاء العلماء ومقلّديهم يخالفون في العمل ومع مخالفتهم لا مجال لدعوى قيام سيرة المسلمين على العمل بالخبر الواحد.