حديث الحلّية
ومنها : أي من الأخبار التي استدل بها للبراءة حديث الحلّية وأخبار الحلّية منقولة بألفاظ مختلفة :
منها : هي مرسلة الشيخ الأنصاري قدسسره وهي قوله عليهالسلام «كلّ شيء لك حلال حتى تعرف أنّه حرام»
وفيه أنّ هذا الحديث لم يوجد بهذه اللفظة في جوامع الحديث واحتمل بعض الأعاظم أنّه صدر رواية مسعدة بن صدقه عن أبى عبد الله عليهالسلام قال سمعته يقول كل شيء لك حلال حتى تعلم أنّه حرام بعينه فتدعه من قبل نفسك وذلك مثل الثوب عليك قد اشتريته ولعله سرقة الحديث.
ولكنّه غير ظاهر بعد اختلاف صدر رواية مسعدة مع هذه المرسلة واحتمل آخر أنها مضمون خبر عبد الله بن سليمان عن أبى عبد الله عليهالسلام في الجبن قال عليهالسلام كل شيء لك حلال حتى يجيئك شاهدان أنّ فيه ميتة وفيه أنّه لو كان كذلك لزم أن يقتصر في نقل المضمون بمقدار مفاد هذه الرواية والمفروض أنّ هذه الرواية مختصّة بالشبهة الموضوعية لدلالة جعل البيّنة هي الغاية على أنّ الشبهة هي الموضوعية.
ومنها : خبر مسعدة بن صدقة عن أبي عبد الله عليهالسلام قال سمعته يقول «كل شيء هو لك حلال حتى تعلم أنّه حرام بعينه فتدعه من قبل نفسك وذلك مثل الثوب يكون عليك قد اشتريته وهو سرقة والمملوك عندك لعله حرّ قد باع نفسه أو خدع فبيع قهرا أو امراة تحتك وهي أختك أو رضيعتك والأشياء كلّها على هذا حتى يستبين لك غير ذلك أو تقوم به البيّنة»
بتقريب أنّه يدلّ على حلية ما لم يعلم حرمته مطلقا ولو كان من جهة عدم الدليل على حرمته وبعدم الفصل قطعا بين إباحته وعدم وجوب الاحتياط فيه وبين عدم وجوب الاحتياط في الشبهة الوجوبية يتم المطلوب.