يفسّر في الناس ، فنحن نعرف (نعلم) حلاله وحرامه وناسخه ومنسوخه وسفريّه وحضريّه ، وفي أيّ ليلة نزلت كم من آية وفيمن نزلت وفيما نزلت ، فنحن حكماء الله في أرضه وشهداؤه على خلقه الحديث. (١)
قال البحراني بعد نقل جملة من الروايات المذكورة وغيرها : وأمّا غيرهم عليهمالسلام فلا شبهة في قصور علومهم وعجز أفهامهم عن الوصول إلى ساحة إدراك كثير من تفسير الظواهر والتنزيل فضلا عن البواطن والتأويل بلا إرشاد من الائمة العالمين وعناية من الله رب العالمين. (٢)
الطائفة الثانية :
الأخبار الناهية عن تفسير القرآن بالرأى من غير المعصوم عليهالسلام :
ففي موثقة الريّان بن الصلت عن الرضا عليهالسلام عن أبيه عن آبائه عن أمير المؤمنين عليهالسلام : قال قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : قال الله جل جلاله : ما آمن بي من فسّر برأيه كلامي الحديث. (٣)
وفي خبر عمار بن موسى عن ابي عبد الله عليهالسلام في حديث : ومن فسّر برأيه من كتاب الله فقد كفر. (٤)
وفي خبر أبي بصير عن أبي عبد الله عليهالسلام : من فسّر القرآن برأيه إن اصاب لم يؤجر وإن أخطأ خرّ أبعد من السماء. (٥)
وفي خبر عبد الرحمن بن سمرة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : لعن الله المجادلين في دين الله على لسان سبعين نبيّا ، ومن جادل (٦) في آيات الله كفر قال الله (ما يُجادِلُ فِي آياتِ اللهِ إِلَّا
__________________
(١) بصائر الدرجات الجزء الرابع ١٩٨ ، الوسائل الباب ١٣ من ابواب صفات القاضى ، ح ٥١.
(٢) البرهان : ١٦.
(٣) الوسائل الباب ٦ من ابواب صفات القاضى ، ح ٢٢.
(٤) الوسائل الباب ٦ من ابواب صفات القاضى ، ح ٤٥.
(٥) الوسائل الباب ١٣ من ابواب صفات القاضى ، ح ٦٦.
(٦) جادل مجادلة اذا خاصم بما يشغل عن ظهور الحق ووضوح الصواب ، هذا أصله ، ثم استعمل على لسان حملة الشرع في مقابلة الادلة لظهور ارجحها وهو محمود ان كان للوقوف على الحق ، وإلّا فمذموم (مصباح اللغة) والظاهر انّ المراد من المجادلة في الحديث هو المعنى الاول.