قال الصدوق : سألت محمّد بن الحسن عن معنى الحديث فقال : هو أن يجيب الرجل في تفسير آية بتفسير آية اخرى. (١)
وقال في تفسير البرهان : والظاهر أنّ المراد تأويل بعض متشابهاته إلى بعض بمقتضى الرأي والهوى من دون سماع من أهله ونور هدى من الله. (٢)
وفي خبر اسماعيل بن جابر عن الصادق عليهالسلام قال : إنّ الله بعث محمّدا فختم به الأنبياء فلا نبي بعده ، وأنزل عليه كتابا فختم به الكتب فلا كتاب بعده .. إلى أن قال : فجعله النبي صلىاللهعليهوآله علما باقيا في أوصيائه ، فتركهم الناس وهم الشهداء على أهل كل زمان حتى عاندوا من أظهر ولاية ولاة الأمر وطلب علومهم ، وذلك أنّهم ضربوا القرآن بعضه ببعض ، واحتجّوا بالمنسوخ وهم يظنون أنّه الناسخ ، واحتجّوا بالخاصّ وهم يقدّرون أنّه العامّ ، واحتجّوا بأوّل الآية وتركوا السنّة في تأويلها ، ولم ينظروا إلى ما يفتتح الكلام وإلى ما يختمه ، ولم يعرفوا موارده ومصادره ؛ إذ لم يأخذوه من أهله ، فضلّوا وأضلّوا.
ثم ذكر كلاما طويلا في تقسيم القرآن إلى أقسام وفنون ووجوه تزيد على مائة وعشر ... إلى أن قال : وهذا دليل واضح على أنّ كلام الباري سبحانه لا يشبه كلام الخلق كما لا تشبه افعاله أفعالهم ، ولهذه العلّة وأشباهها لا يبلغ أحد كنه معنى حقيقة تفسير كتاب الله تعالى إلّا نبيّه وأوصياؤه ... إلى أن قال : ثم سألوه عليهالسلام عن تفسير المحكم من كتاب الله فقال : أمّا المحكم الذي لم ينسخه شيء فقوله عزوجل (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتابَ مِنْهُ آياتٌ مُحْكَماتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتابِ وَأُخَرُ مُتَشابِهاتٌ) الآية ؛ وإنّما هلك الناس في المتشابه ؛ لأنّهم لم يقفوا على معناه ، ولم يعرفوا حقيقته ، فوضعوا له تأويلا من عند أنفسهم بآرائهم ، واستغنوا بذلك عن مسألة الأوصياء ، ونبذوا قول رسول الله صلىاللهعليهوآله وراء ظهورهم الحديث. (٣)
إلى غير ذلك من الروايات وبالجملة : فحاصل الاستدلال بالطوائف المذكورة أنّ
__________________
(١) الوسائل الباب ١٣ من ابواب صفات القاضى ، ح ٢٢.
(٢) البرهان ١٦.
(٣) الوسائل الباب ١٣ من ابواب صفات القاضى ، ح ٦٢.