جابر إنّ للقرآن بطنا وله (اي للبطن) ظهر وللظهر ظهر ، يا جابر وليس شيء أبعد من عقول الرجال من تفسير القرآن الحديث. (١)
فإنّ الأجوبة المختلفة وصحة جميعها لا تكون إلّا بعنوان تفسير البطون ، وإلّا فاللازم هو الاقتصار على ما يساعده الظهور.
وكرواية زرارة عن أبي جعفر عليهالسلام حيث قال : تفسير القرآن على سبعة أوجه : منه ما كان ، ومنه ما لم يكن بعد تعرفه الأئمة عليهمالسلام (٢)
فإنّ ذكر الوجوه المختلفة أو ذكر المصاديق الخفية ليس إلّا من باب تفسير البطون لا الأخذ بالظهور ، وإلّا لزم الاقتصار على ما يساعده الظهور ، لا التعدي منه إلى الوجوه الأخرى أو المصاديق الخفيّة.
فانقدح من ذلك أنّ موضوع الأخبار الناهية هو التفسير ، والمراد منه هو ذكر البطون أو ذكر المصاديق الخفيّة ، وهو أجنبي عن الأخذ بظهورات الكتاب.
وثانيا : بأنّه لو سلّم أنّ العمل بالظواهر تفسير والأخبار تدلّ على النهي عن التفسير ، فلا يخفى أنّ الممنوع هو التفسير بالرأي ، والرأي على ما أفاده الشيخ هو الاعتبار العقلي الظنّي الراجع إلى الاستحسان الذي لا اعتبار به ، كحمل اللفظ على خلاف ظاهره لمجرد رجحانه بنظره أو حمل المجمل على بعض محتملاته لرجحان ذلك في نظره من دون مساعدة دليل عليه ومن دون فحص عمّا ورد عن الأوصياء المعصومين عليهمالسلام.
ومن المعلوم أنّ ذلك لا يشمل حمل ظواهر الكتاب على معانيها اللغوية والعرفية بعد الفحص عما ورد عن الأوصياء عليهمالسلام والعمل بها والاجتناب عن الاعتبارات الظنيّة التي لا دليل عليها. ويرشد إليه المروي عن إسماعيل بن جابر عن الصادق عليهالسلام حيث قال في حديث طويل : إنّما هلك الناس في المتشابه ؛ لأنّهم لم يفقهوا على معناه ولم يعرفوا حقيقته ،
__________________
(١) الوسائل الباب ١٣ من ابواب صفات القاضى ، ح ٤١.
(٢) الوسائل الباب ١٣ من ابواب صفات القاضى ، ح ٥٠.