الظاهرة بل ذهب بعض الأعلام إلى أنّهم مهرة لتشخيص الحقائق عن المجازات ايضا.
قال في الوقاية : لا طريق اطلاع اللغويين على المعنى الموضوع له واضح لا أرى سببا لخفائه على هؤلاء الأعلام إلّا شدة وضوحه لأنّه بعينه الطريق الذى تعلّموا وتعلّم جميع الناس من أهل جميع اللغات معاني الألفاظ الأصلية في زمن الطفولية.
إذ الطفل لا يزال يسمع الألفاظ مستعملة في معاني يعرفها بالقرائن وربما احتمل المجاز في استعمالين أو ثلاثة فيحتاج إلى ما رسمه الأستاذ من أعمال العلائم ولكن بتكرر الاستعمال يزول ذلك الاحتمال ويقطع بالوضع كما يحتمل الخطأ والغلط في استعمال واستعمالين ثم يزول ذلك بالتكرار فيكون في غنى عن العلائم إلى أن قال وما حال أئمة اللغة مع فصحاء العرب إلّا كهذا الحال فهم (لله درّهم) ... عاشروا زمنا طويلا وتكرر على مسامعهم الألفاظ حتى حصل لهم القطع بمعانيها وأصبحوا في غنى كلّفهم هذا الأستاذ من أعمال العلائم استغناء الأطفال بتكرر سماعهم الألفاظ من آبائهم إلى أن قال وما ذكرناه من حال عالم اللغة كالتجربة بل هو ضرب منها وعلى التجربة يدور رحى كثير من الحرف والعلوم.
وأمّا علامة الفرق بين المعاني الحقيقيّة وبين المجازية فإنّ عالم الفن في غنى عنه بماله من التدرب في الصناعة والخبرة بمجاري الكلام فكثيرا ما ينظر إلى كلمة في كتب أئمة اللغة كتهذيب الأزهري وغيره ويظهر له أصلها وتحوّلها عن معنى إلى كلمة في كتب أئمة اللغة كتهذيب الأزهري وغيره ويظهر له أصلها وتحوّلها عن معنى إلى معنى آخر وتطوّراتها الطارئة عليها مدى الأجيال الى ان قال وأمّا غيره فيكفيه التصريح في مثل أساس اللغة فإنّ دأبه أن يقول بعد الفراغ عن ذكر المعاني الحقيقيّة إنّ من المجاز كذا أو التلويح بعبارات يعرف منها ذلك ، راجع مفردات القرآن وغيره ...
ثم على تسليم الأمرين معا فإنّ معرفة الظواهر لا تتوقف على معرفة الحقائق من المجازات إذ من الواضح لدى أهل الفن أنّ همّ الأئمة المصنّفين في علم اللغة بيان الظاهر من كل كلمة في التراكيب المختلفة وضبط المعاني الظاهرة منها باختلاف النسب والحروف و