كمحكم القرآن ، ومتشابها كمتشابه القرآن ، فردّوا متشابهها إلى محكمها ولا تتّبعوا متشابهها دون محكمها فتضلّوا) (١).
الرابع عشر : ما عن معاني الأخبار بسنده عن داود بن فرقد قال : سمعت أبا عبد الله عليهالسلام
____________________________________
(محكما كمحكم القرآن ، ومتشابها كمتشابه القرآن ، فردّوا) عند التعارض متشابهها إلى محكمها ، أي : ضعيف الدلالة على قوي الدلالة ، كما في شرح الاستاذ. وكان أولى أن يقول : قدّم ما هو قوي الدلالة كالمحكم على ما هو ضعيف الدلالة كالمتشابه.
ولا تتّبعوا متشابهها دون محكمها فتضلّوا ، فالمستفاد من هذا الخبر كالخبر الآتي هو الترجيح بحسب الدلالة.
الرابع عشر : ما عن معاني الأخبار بسنده عن داود بن فرقد قال : سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول : (أنتم أفقه النّاس إذا عرفتم معاني كلامنا ، إنّ الكلمة لتنصرف على وجوه ، فلو شاء إنسان لصرف كلامه كيف شاء ولا يكذب) (٢).
يقول : أنتم أفقه الناس إذا عرفتم معاني كلامنا ، إنّ الكلمة لتنصرف على وجوه.
وذلك فإنّ قوله مثلا : ينبغي غسل الجمعة وإن كان ظاهرا في الندب ، إلّا أنّ فيه احتمال إرادة الوجوب.
فلو شاء إنسان لصرف كلامه كيف شاء ولا يكذب ، ففي المثال المذكور لو قال : أردت الندب لا يكذب ، ولو قال : أردت الوجوب لا يكذب.
وحاصل المراد كما في الأوثق أنّ الكلام قابل لأن يراد به معاني مختلفة بعضها من ظاهره وبعضها من تأويله على اختلاف الموارد ، فلو شاء إنسان صرف كلامه كيف شاء وأراد لجواز إرادة الحقيقة أو المعاني المجازيّة ولا يكذب وأنتم أفقه الناس إذا عرفتم معاني كلامنا ، يعني : أنّه إذا ورد عليكم خبران متنافيان في بادئ النظر فلا ينبغي أن تبادروا إلى طرح أحدهما ، بل لا بدّ أن يتأمّل في دلالتهما وما اكتنفهما من القرائن العرفيّة أو الخارجيّة ، فربّما يظهر أنّ تنافيهما إنّما كان في بادئ النظر ويرتفع بعد التأمّل ، كالنصّ
__________________
(١) عيون أخبار الرضا عليهالسلام ١ : ٢٩٠ / ٣٩ ، والحديث فيه : (إنّ في أخبارنا متشابها كمتشابه القرآن ومحكما كمحكم القرآن). الوسائل ٢٧ : ١١٥ ، أبواب صفات القاضي ، ب ٩ ، ح ٢٢.
(٢) معاني الأخبار : ١ / ١. الوسائل ٢٧ : ١١٧ ، أبواب صفات القاضي ، ب ٩ ، ح ٢٧.