صدوره ، فحينئذ يوجب طرح ظهور المتقدّم المتأخر ـ كما لا يخفى ـ وهذا لا يحصل في كثير من الموارد بل أكثرها.
وأمّا اختفاء المخصّصات ، فيبعّده ـ بل يحيله عادة ـ عموم البلوى بها من حيث العلم والعمل.
مع إمكان دعوى العلم بعدم علم أهل العصر المتقدّم وعملهم بها ، بل المعلوم جهلهم
____________________________________
صدوره.
فيكون قوله : أكرم العلماء ظاهرا في الاستمرار بخلاف لا تكرم النحاة ، فإنّ ظاهره إنّ هذا النهي لم يكن في السابق بل من الآن.
فحينئذ يوجب طرح ظهور المتقدّم لا المتأخّر ، أي : يكون الحمل على النسخ موجبا لطرح ظهور الأوّل في الاستمرار.
وهذا لا يحصل في كثير من الموارد ... إلى آخره ، أي : يكون المتقدّم ظاهرا في الاستمرار من أوّل الشريعة إلى آخرها ، والمتأخّر ـ أي : الخاصّ ـ غير ظاهر ، كذلك لا يحصل في كثير من الموارد ، بل أكثرها ، إذ لا بدّ في عدم كون المتأخّر ظاهرا في الاستمرار المزبور من نصب قرينة تدلّ على خلاف الظاهر ، ومن المعلوم أنّ وجودها في أكثر الموارد غير معلومة مع أنّ الأصل عدمها.
وأمّا اختفاء المخصّصات.
أي : الالتزام باقتران العمومات بقرائن التخصيص ثمّ اختفاء تلك القرائن وكون هذه المخصّصات المتأخّرة كاشفة عنها فيبعّده ـ بل يحيله عادة ـ عموم البلوى بها من حيث العلم والعمل.
توضيح الكلام على ما في شرح الاستاذ الاعتمادي أنّ كون هذه المخصّصات كاشفة معناه ، أنّ أهل العصر المتقدّم علموا بالقرائن وعملوا بها ، وأنّ أهل العصر المتأخّر خفيت عليهم القرائن فعملوا بظاهر العمومات والأمران ممنوعان.
أمّا الثاني ، إذ لا شكّ أنّهم اهتمّوا بأخذ الأحكام والعمومات من أهل العصر المتقدّم لابتلائهم بالعلم والعمل بها ، وعند ذلك يمتنع عادة طروّ الخفاء بعروض العوارض إلّا على سبيل الندرة لا بهذه الكثرة.