٢٩٤ ـ وهيب ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال سألته عن قول الله عز وجل : « وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ ما آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ » (١) قال هي شفاعتهم ورجاؤهم يخافون أن ترد عليهم أعمالهم إن لم يطيعوا الله عز ذكره ويرجون أن يقبل منهم
______________________________________________________
فيصير سببا لأن يحط ويطرح عشرا من كلامنا بسببها ، ولا يقبلها لانضمام تلك الكلمة إليها.
الحديث الرابع والتسعون والمائتان : موثق.
قوله عليهالسلام : « هي شفاعتهم » لعل المراد دعاؤهم وتضرعهم ، كأنهم شفعوا لأنفسهم أو طلب الشفاعة من غيرهم فيقدر فيه مضاف ، ويحتمل أن يكون المراد بالشفاعة مضاعفة أعمالهم ، قال الفيروزآبادي : الشفع خلاف الوتر ، وهو الزوج وقد شفعه كمنعه وقوله تعالى : « مَنْ يَشْفَعْ شَفاعَةً حَسَنَةً » أي من يزد عملا إلى عمل (٢) والظاهر أنه كان شفقتهم أي خوفهم فصحف ، وقد روي عنه عليهالسلام أن المراد أنه خائف راج.
ومضى في الثامن والتسعين برواية جعفر بن غياث عنه عليهالسلام « وهم مع ذلك خائفون وجلون ودوا أنه حظهم من الدنيا ، وكذلك وصفهم الله تعالى حيث يقول : » « وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ ما آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ » « ما الذي آتوا به أتوا والله بالطاعة مع المحبة والولاية. وهم في ذلك خائفون أن لا تقبل منهم ، وليس والله خوفهم خوف شك فيما هم فيه من إصابة الدين ، ولكنهم خافوا أن يكونوا مقصرين في محبتنا وطاعتنا ».
قوله عليهالسلام : « أن لم يطيعوا » بالفتح أي لأن ، ويحتمل الكسر.
__________________
(١) سورة المؤمنون : ٦٠.
(٢) القاموس : ج ٣ ص ٤٧.