الأنصار من كانت عنده منقبة في علي بن أبي طالب عليهالسلام فليقم وليتحدث قال فقام الناس فسردوا تلك المناقب فقال عبد الله أنا أروى لهذه المناقب من هؤلاء وإنما أحدث علي الكفر بعد تحكيمه الحكمين حتى انتهوا في المناقب إلى حديث خيبر لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله كرارا غير فرار لا يرجع حتى يفتح الله على يديه فقال أبو جعفر عليهالسلام ما تقول في هذا الحديث فقال هو حق لا شك فيه ولكن أحدث الكفر بعد فقال له أبو جعفر عليهالسلام ثكلتك أمك أخبرني عن الله عز وجل أحب علي بن أبي طالب يوم أحبه وهو يعلم أنه يقتل أهل النهروان أم لم يعلم قال ابن نافع أعد علي فقال له أبو جعفر عليهالسلام أخبرني عن الله جل ذكره أحب علي بن أبي طالب يوم أحبه وهو يعلم أنه يقتل أهل النهروان أم لم يعلم قال إن قلت لا كفرت قال فقال قد علم قال فأحبه الله على أن يعمل بطاعته أو على أن يعمل بمعصيته فقال على أن يعمل بطاعته فقال له أبو جعفر عليهالسلام فقم مخصوما فقام وهو يقول « حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ اللهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسالَتَهُ ».
٥٤٩ ـ أحمد بن محمد وعلي بن محمد جميعا ، عن علي بن الحسن التيمي ، عن محمد بن
______________________________________________________
أو بأن جعلنا ولي من كان وليه.
قوله : « فسردوا » قال الجوهري : فلان يسرد الحديث سردا إذا كان جيد السياق (١).
قوله عليهالسلام : « على أن يعمل بطاعته » أي لأن يعمل ، والحاصل إن الله إنما يحب من يعمل بطاعته ، لأنه كذلك ، فكيف يحب من يعلم أنه ـ على زعمك الفاسد ـ يكفر ويحبط جميع أعماله.
الحديث التاسع والأربعون والخمسمائة : مجهول.
__________________
(١) الصحاح : ج ٢ ص ٤٨٧.