رخص لهم لحاجته وحاجة أصحابه فلو قد جاء تأويلها لم يقبل منهم لكنهم يقتلون حتى يوحد الله عز وجل وحتى لا يكون شرك.
٢٤٤ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن معاوية بن عمار ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال سمعته يقول في هذه الآية « يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الْأَسْرى إِنْ يَعْلَمِ اللهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْراً يُؤْتِكُمْ خَيْراً مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ » (١) قال
______________________________________________________
ولو قد قام قائمنا بعد ، سيري من يدركه ما يكون من تأويل هذه الآية ، وليبلغن دين محمد صلىاللهعليهوآله ما بلغ الليل حتى لا يكون مشرك على ظهر الأرض (٢).
قوله عليهالسلام : « رخص لهم » أي بقبول الجزية من أهل الكتاب والغداء من المشركين وإظهار الإسلام عن المنافقين مع علمه بكفرهم.
الحديث الرابع والأربعون والمائتان : حسن.
قوله تعالى : « قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الْأَسْرى » قال الشيخ الطبرسي (ره) : إنما ذكر الأيدي لأن من كان في وثاقهم فهو بمنزلة من يكون في أيديهم ، لاستيلائهم عليه من الأسرى يعني أسراء بدر الذين أخذ منهم الفداء « إِنْ يَعْلَمِ اللهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْراً » أي إسلاما وإخلاصا أو رغبة في الإيمان وصحة نية « يُؤْتِكُمْ خَيْراً » أي يعطكم خيرا « مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ » من الفداء ، إما في الدنيا والآخرة وإما في الآخرة « وَيَغْفِرْ لَكُمْ » ذنوبكم « وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ » روي عن العباس بن عبد المطلب أنه قال : نزلت هذه الآية في وفي أصحابي كان معي عشرون أوقية ذهبا ، فأخذت مني فأعطاني الله مكانها عشرين عبدا كل منهم يضرب بمال كثير ، وأدناهم يضرب بعشرين ألف درهم ، مكان العشرين أوقية ، وأعطاني زمزم ، وما أحب أن لي بها جميع أموال أهل مكة ، وأنا أنتظر المغفرة من ربي. قال قتادة : ذكر لنا أن النبي صلىاللهعليهوآله لما قدم عليه مال البحرين ثمانون ألفا ، وقد توضأ لصلاة الظهر فما صلى يومئذ حتى فرقه ، وأمر العباس أن يأخذ منه ويحثي فأخذ ، وكان العباس يقول : هذا خير مما أخذ منا ، وأرجو
__________________
(١) الأنفال : ٧٠.
(٢) مجمع البيان : ج ٤ ص ٥٤٢ ـ ٥٤٣.