٣٩٨ ـ ابن محبوب ، عن عمرو بن أبي المقدام ، عن أبيه قال قلت لأبي جعفر عليهالسلام إن العامة يزعمون أن بيعة أبي بكر حيث اجتمع الناس كانت رضا لله جل ذكره وما كان الله ليفتن أمة محمد صلىاللهعليهوآله من بعده فقال أبو جعفر عليهالسلام أوما يقرءون كتاب الله أوليس الله يقول : « وَما مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ
______________________________________________________
قوله عليهالسلام : « يعني وفارس » تفسير لضمير ـ هم ـ فالظاهر أنه كان في قراءتهم عليهمالسلام غلبت وسيغلبون كلاهما على المجهول ، وهي مركبة من القراءة المشهورة ، والشاذة التي رواها البيضاوي (١) ويحتمل أن يكون قراءتهم عليهمالسلام على وفق الأخيرة ، بأن يكون إضافة الغلبة إلى الضمير إضافة إلى الفاعل ، وإضافة غلبهم في الآية إلى المفعول أي بعد مغلوبية فارس عن الروم ، سيغلبون عن المسلمين أيضا ، أو إلى الفاعل ليكون في الآية إشارة إلى غلبة فارس ومغلوبيتهم عن الروم وعن المسلمين جميعا ، ولكنه يحتاج إلى تكلف كما لا يخفى « تمام الغلبة على فارس في السابع عشر ، أو آخر السابع عشر » (٢) قوله : « أليس الله يقول فِي بِضْعِ سِنِينَ » لما كان البضع ـ بكسر الباء ـ بحسب اللغة إنما يطلق على ما بين الثلاث إلى التسع ، وكان تمام الغلبة على فارس في السابع عشر ، أو أواخر السادس عشر من الهجرة ، فعلى المشهور بين المفسرين من نزول الآية في مكة قبل الهجرة ، لا بد من أن يكون بين نزول الآية وبين الفتح ست عشرة سنة ، وعلى ما هو الظاهر من الخبر من كون نزول الآية بعد مراسلة قيصر وكسرى وكانت على الأشهر في السنة السادسة ، فيزيد على البضع أيضا بقليل ، فلذا اعترض السائل عليه بذلك ، فأجاب عليهالسلام بأن الآية مشعرة باحتمال وقوع البداء ، حيث قال : « لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ » أي لله أن يقدم الأمر قبل البضع ، ويؤخره بعده كما هو الظاهر من تفسيره عليهالسلام.
الحديث الثامن والتسعون والثلاثمائة : ضعيف.
قوله : « ليفتن » أي يمتحن ويضل.
__________________
(١) أنوار التنزيل : ج ٢ ص ٢١٥.
(٢) كذا في النسخ والظاهر زيادة ما بين المعقوفين من النسّاخ سهوا ، والجملة تأتي تامّة بعد سطرين فلاحظ.