وأمرهن أن يستترن ويدخلن منازلهن وقال إن الله عز وجل وعدني أن يظهر دينه على الأديان كلها وأنزل الله على محمد صلىاللهعليهوآله : « وَما مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللهَ شَيْئاً » الآية.
٥٠٣ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير وغيره ، عن معاوية بن عمار ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال لما خرج رسول الله صلىاللهعليهوآله في غزوة الحديبية خرج في ذي القعدة فلما انتهى إلى المكان الذي أحرم فيه أحرموا ولبسوا السلاح فلما بلغه أن المشركين قد أرسلوا إليه ـ خالد بن الوليد ليرده قال ابغوني رجلا يأخذني على غير هذا الطريق فأتي برجل من مزينة أو من جهينة فسأله فلم يوافقه فقال ابغوني رجلا غيره فأتي برجل آخر إما من مزينة وإما من جهينة قال فذكر له فأخذه معه حتى انتهى إلى العقبة فقال من يصعدها حط الله عنه كما حط الله عن بني إسرائيل فقال لهم « ادْخُلُوا الْبابَ سُجَّداً ... نَغْفِرْ لَكُمْ خَطاياكُمْ » قال فابتدرها خيل الأنصار الأوس والخزرج قال وكانوا ألفا وثمانمائة فلما هبطوا إلى الحديبية إذا امرأة معها
______________________________________________________
التفاسير وقد بسطنا الكلام فيها في كتاب بحار الأنوار (١) فلا نخرج عما جرينا في هذا الكتاب عليه من الاختصار.
الحديث الثالث والخمسمائة : حسن.
قوله صلىاللهعليهوآله : « أبغوني » قال الجزري : يقال : ابغني كذا بهمزة الوصل أي اطلب لي ، وابغني بهمزة القطع أي أعني على الطلب (٢).
قوله عليهالسلام : « من مزينة أو من جهينة » الترديد من الراوي ومزينة بضم الميم قبيلة من مضر ، وجهينة أيضا بالضم اسم قبيلة.
__________________
(١) بحار الأنوار : ج ٢٠ ص ٥٠ ـ ١١٠.
(٢) النهاية : ج ١ ص ١٤٣.