.................................................................................................
______________________________________________________
مُوسى وَآلُ هارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلائِكَةُ » « وكان التابوت الذي أنزله الله لأم موسى على موسى ، فوضعته فيه أمه وألقته في أليم فكان في بني إسرائيل معظما يتبركون به ، فلما حضر موسى الوفاة وضع فيه الألواح ودرعه ، وما كان عنده من آيات النبوة وأودعه يوشع وصيه ، فلم يزل التابوت بينهم حتى استخفوا به ، وكان الصبيان يلعبون به في الطرقات ، فلم يزل بنو إسرائيل في عز وشرف ما دام التابوت عندهم ، فلما عملوا بالمعاصي واستخفوا بالتابوت رفعه الله عنهم فلما سألوا النبي وبعث الله تعالى إليهم طالوت ملكا يقاتل معهم رد الله عليهم التابوت كما قال الله : « إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسى وَآلُ هارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلائِكَةُ » قال : البقية ميراث ذرية الأنبياء. قوله : « فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ » فإن التابوت كان يوضع بين المسلمين فيخرج منه ريح طيبة لها وجه كوجه الإنسان.
حدثني أبي ، عن الحسن بن خالد عن الرضا عليهالسلام أنه قال السكينة ريح من الجنة لها وجه كوجه الإنسان ، وكان إذا وضع التابوت بين يدي المسلمين والكفار فإن تقدم التابوت لا يرجع رجل حتى يقتل أو يغلب ، ومن رجع عن التابوت كفر وقتله الإمام ، فأوحى الله إلى نبيهم أن جالوت يقتله من يستوي عليه درع موسى ، وهو رجل من ولد لاوي بن يعقوب اسمه داود بن آسي وكان آسي راعيا وكان له عشرة بنين أصغرهم داود ، فلما بعث طالوت إلى بني ـ إسرائيل وجمعهم لحرب جالوت بعث إلى آسي إن أحضر وأحضر ولدك فلما حضروا دعا واحدا واحدا من ولده فألبسه الدرع درع موسى ، منهم من طالت عليه ، ومنهم من قصرت عنه ، فقال لآسي : هل خلفت من ولدك أحدا قال نعم أصغرهم تركته في الغنم راعيا فبعث إليه فجاء به ، فلما دعي أقبل ومعه مقلاع (١) قال فنادته
__________________
(١) المِقلاع : آلة ترمى بها الحجارة يستعملها الرعاة. « أقرب الموارد ٢ / ١٠٣٢ ».