يا رباني العباد ويا سكن البلاد أين يقع قولنا من فضلك وأين يبلغ وصفنا من فعلك وأنى نبلغ حقيقة حسن ثنائك أو نحصي جميل بلائك فكيف وبك جرت نعم الله علينا وعلى يدك اتصلت أسباب الخير إلينا ألم تكن لذل الذليل ملاذا وللعصاة الكفار إخوانا فبمن إلا بأهل بيتك وبك أخرجنا الله عز وجل من فظاعة تلك الخطرات أو بمن فرج عنا غمرات الكربات وبمن إلا بكم أظهر الله معالم ديننا واستصلح ما كان فسد من دنيانا حتى استبان بعد الجور ذكرنا وقرت من رخاء العيش أعيننا لما
______________________________________________________
قوله : « يا رباني العباد » قال الجزري : الرباني منسوب إلى الرب بزيادة الألف والنون ، وقيل : هو من الرب بمعنى التربية ، لأنهم كانوا يربون المتعلمين بصغار العلوم قبل كبارها ، والرباني : العالم الراسخ في العلم والدين ، أو الذي يطلب بعلمه وجه الله ، وقيل العالم العامل المعلم (١).
قوله : « ويا سكن البلاد » السكن ـ بالتحريك ـ كلما يسكن إليه.
قوله : « وبك جرت نعم الله علينا » أي بجهادك ومساعيك الجميلة لترويج ، الدين وتشييد الإسلام في زمن الرسول صلىاللهعليهوآله وبعده.
قوله : « والحصاة الكفار إخوانا » أي كنت تعاشر من يعصيك ويكفر نعمتك معاشرة الإخوان شفقة منك عليهم ، أو المراد الشفقة على الكفار ، والعصاة والاهتمام في هدايتهم ، ويحتمل أن يكون المراد المنافقين الذين كانوا في عسكره وكان يلزمه رعايتهم بظاهر الشرع ، وقيل : المراد بالإخوان ، الخوان الذي يؤكل عليه الطعام ، فإنه لغة فيه ، كما ذكره الجزري (٢) ولا يخفى بعده ، وفي النسخة القديمة [ ألم نكن ] بصيغة المتكلم ، وحينئذ فالمراد بالفقرة الأولى أنه كان ينزل بنا ذل كل ذليل ، أي كنا نذل بكل ذلة وهوان وهو أظهر وألصق بقوله : ـ فيمن.
قوله : « من فظاعة تلك الخطرات » أي شناعتها وشدتها.
قوله : « بعد الحور » قال الجوهري : نعوذ بالله من الحور بعد الكور ، أي من
__________________
(١) النهاية : ج ٢ ص ١٨١.
(٢) النهاية ج ٢ ص ٨٩.