فقال كم إلى الفرات من الموضع الذي وضعتموه فيه قلت قذفة حجر فقال سبحان الله أفلا كنتم أوقرتموه حديدا وقذفتموه في الفرات وكان أفضل فقلت جعلت فداك لا والله ما طقنا لهذا فقال أي شيء كنتم يوم خرجتم مع زيد قلت مؤمنين قال فما كان عدوكم قلت كفارا قال فإني أجد في كتاب الله عز وجل يا أيها الذين آمنوا « فَإِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقابِ حَتَّى إِذا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِداءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزارَها » (١) فابتدأتم أنتم بتخلية من أسرتم سبحان الله ما استطعتم أن تسيروا بالعدل ساعة.
٣٥٢ ـ يحيى الحلبي ، عن هارون بن الخارجة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال إن الله عز وجل أعفى نبيكم أن يلقى من أمته ما لقيت الأنبياء من أممها وجعل ذلك علينا.
٣٥٣ ـ يحيى ، عن عبد الله بن مسكان ، عن ضريس قال تمارى الناس عند
______________________________________________________
أن يكون مضجعه ومدفنه أي هكذا كان قدر.
قوله : « ما طقنا » كذا في أكثر النسخ والظاهر [ أطقنا ].
قوله : « يا أيها الذين آمنوا » أقول : هذه الآية في سورة محمد صلىاللهعليهوآله وليس فيها « يا أيها الذين آمنوا بل ابتداء الآية « فَإِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا » ولعله من النساخ ، وإن احتمل بعيدا كونها في مصحفهم عليهمالسلام كذلك.
قوله عليهالسلام : « بتخلية من أسرتم » أي كان الحكم أن تقتلوا من أسرتم في أثناء الحرب ، فخليتموهم ولم تقتلوهم ، فلذا ظفروا عليكم فما استطعتم أن تسيروا بالعدل أي بالحق ساعة ، ويحتمل أن يكون غرضه بيان أنهم لم يكونوا مستأهلين للخروج لجهلهم ، كما ورد في أخبار أخر.
الحديث الثاني والخمسون والثلاثمائة : صحيح.
أعفى : أي : وهب الله له العافية.
الحديث الثالث والخمسون والثلاثمائة : صحيح. على ما هو الظاهر من
__________________
(١) سورة محمّد « صلىاللهعليهوآله » : ٤.