خصال ثلاث أما إحداهن فقلة من تخلف معنا إنما كنا ثمانية نفر وأما الأخرى فالذي تخوفنا من الصبح أن يفضحنا وأما الثالثة فإنه كان مضجعه الذي كان سبق إليه
______________________________________________________
المظلومين وإعطاء المحرومين ونصرة أهل البيت على عدوهم ، فأقام مختفيا على هذا سبعة عشر شهرا ، والناس ينتابونه من الأمصار والقرى ثم أذن للناس بالخروج فتقاعد عنه جماعة ممن بايعه وقالوا إن الإمام جعفر بن محمد بن علي ، فواعد من وافقه على الخروج في أول ليلة من صفر سنة اثنتين وعشرين ومائة فخرج فوفى إليه مائتا رجل وعشرين رجلا فقال سبحان الله أين القوم؟ فقالوا في المسجد محصورون ، وجاء يوسف بن عمر في جموع أهل الشام فاقتتلوا فهزمهم زيد ومن معه فجاء سهم في جبهته فوقع فأدخلوه بيتا ، ونزعوا السهم من وجهه فمات ، وجاءوا به إلى نهر ، فأسكروا الماء وحفروا له ودفنوه ، وأجروا عليه الماء ، وتفرق الناس وتوارى ولده يحيى بن زيد ، فلما سكن الطلب خرج في نفر من الزيدية إلى خراسان ، وجاء واحد ممن حضر دفن زيد إلى يوسف بن عمر فدله على قبره فنبشه وقطع رأسه وبعث به إلى هشام ، فنصبه على باب دمشق ثم أعاده إلى المدينة فنصبه بها ونصب يوسف بن عمر بدنه بالكوفة ، حتى مات هشام بن عبد الملك. وقام الوليد فأمر به فأحرق.
وقيل : إن هشاما أحرقه ، فلما ظهر بنو العباس على بني أمية نبش عبد ـ الصمد بن علي وقيل عبد الله بن علي هشام بن عبد الملك ، فوجده صحيحا فضربه ثمانين سوطا ، وأحرقه بالنار كما فعل بزيد ، وكان سنه يوم قتل اثنين وعشرين ومائة ، وقال الواقدي : سنة ثلاث وعشرين ومائة ، يوم الاثنين لليلتين خلتا من صفر وقيل : سنة عشرين وقيل سنة إحدى وعشرين.
قوله : « فقلة من تخلف معنا » أي من أتباع زيد فإن بعضهم قتل ، وبعضهم هرب.
قوله : « كان سبق إليه » أي كان نزل فيه أولا أو كان سبق في علم الله