.................................................................................................
______________________________________________________
وقال وهب بن منبه : جرت بين زيد بن علي وبين عبد الله بن الحسن بن الحسن خشونة تسابا فيها ، وذكرا أمهات الأولاد ، فقدم زيد على هشام بهذا السبب ، فقال له هشام : بلغني أنك تذكر الخلافة ولست هناك ، فقال : ولم؟ فقال : لأنك ابن أمة فقال : قد كان إسماعيل عليهالسلام ابن أمة ، فضربه هشام ثمانين سوطا.
وذكر ابن سعد عن الواقدي أن زيد بن علي قدم على هشام رفع إليه دينا كثيرا وحوائج فلم يقض منها شيئا فأسمعه هشام كلاما غليظا ، فخرج من عند هشام ، وقال : ما أحب أحد الحياة إلا ذل ، ثم مضى إلى الكوفة وبها يوسف بن عمر عامل هشام.
قال الواقدي : وكان دينه خمسمائة آلاف درهم فلما قتل قال هشام : ليتنا قضيناها وكان أهون مما صار إليه.
قال الواقدي : وبلغ هشام بن عبد الملك مقام زيد بالكوفة فكتب إلى يوسف ابن عمر أن أشخص زيدا إلى المدينة فإني أخاف أن يخرجه أهل الكوفة ، لأنه حلو الكلام لسن مع ما فيه من قرابة رسول الله ، فبعث يوسف بن عمر إلى زيد يأمره بالخروج إلى المدينة وهو يتعلل عليه ، والشيعة تتردد إليه فأقام زيد بالكوفة خمسة أشهر ، ويوسف بن عمر مقيم بالحيرة فبعث إليه يقول : لا بد من إشخاصك فخرج يريد المدينة وتبعه الشيعة يقولون أين تذهب ، ومعك منا مائة ألف يضربون دونك بسيوفهم ، ولم يزالوا به حتى رجع إلى الكوفة فبايعه جماعة منهم سلمة بن كهيل ، ومنصور بن حزيمة في آخرين : فقال له داود بن علي : يا ابن عم لا يغرنك هؤلاء من نفسك ، ففي أهل بيتك لك أتم العبرة ، وفي خذلانهم إياهم كفاية ، ولم يزل به حتى شخص إلى القادسية فتبعه جماعة يقولون له ارجع فأنت المهدي ، وداود يقول : لا تفعل فهؤلاء قتلوا أخاك وإخوتك ، وفعلوا وفعلوا فبايعه منهم خمسة عشر ألفا على نصر كتاب الله وسنة رسوله وجهاد الظالمين ونصر