ميثاق وكن على حذر من أوثق الناس في نفسك فإن الناس أعداء النعم.
٣٥١ ـ يحيى الحلبي ، عن أبي المستهل ، عن سليمان بن خالد قال سألني أبو عبد الله عليهالسلام فقال ما دعاكم إلى الموضع الذي وضعتم فيه زيدا قال قلت
______________________________________________________
بما مر من التقريب.
قوله عليهالسلام : « فإن الناس أعداء النعم » أي يريدون زوالها عن صاحبها حسدا أو يفعلون ما يوجب زوال النعمة ، وكان بجهالتهم فلذلك ينبغي أن يكون الإنسان على حذر من أوثق الناس عنده إذ لعله تكون هذه السجية الغالبة فيه فيخدعك ويدلك على ما يوجب زوال نعمتك أو يغويك بجهالته عما يوجب رشدك وصلاحك.
الحديث الحادي والخمسون والثلاثمائة : مجهول ، ويمكن عده في الحسان ، لأن الظاهر أن أبا المستهل هو الكميت.
قوله : « سألني أبو عبد الله » إلى آخره ، إنما سأله عليهالسلام ذلك لأنه كان خرج مع زيد ولم يخرج من أصحاب أبي جعفر عليهالسلام معه غيره.
ولنذكر بعض أخبار زيد ليتضح مفاد هذا الخبر :
روى السدي عن أشياخه أن زيد بن علي ومحمد بن عمر بن علي بن أبي طالب وداود بن علي بن عبد الله بن العباس دخلوا على خالد بن عبد الله القسري وهو وال على العراق فأكرمهم وأجازهم ، ورجعوا إلى المدينة ، فلما ولي يوسف بن عمرو العراق وعزل خالد كتب إلى هشام بن عبد الملك يخبره بقدومهم على خالد ، وأنه أحسن جوائزهم وابتاع من زيد بن علي أرضا بعشرة آلاف دينار ، ثم رد الأرض إليه ، فكتب هشام إلى وإليه بالمدينة أن يسرحهم إليه ، ففعل فلما دخلوا عليه سألهم عن القصة فقالوا أما الجوائز فنعم ، وأما الأرض فلا فأحلفهم فحلفوا فصدقهم وردهم مكرمين