مخلدون بعدهم هيهات هيهات [ أ ] ما يتعظ آخرهم بأولهم لقد جهلوا ونسوا كل واعظ في كتاب الله وآمنوا شر كل عاقبة سوء ولم يخافوا نزول فادحة وبوائق حادثة.
طوبى لمن شغله خوف الله عز وجل عن خوف الناس.
طوبى لمن منعه عيبه عن عيوب المؤمنين من إخوانه.
طوبى لمن تواضع لله عز ذكره وزهد فيما أحل الله له من غير رغبة عن سيرتي
______________________________________________________
الأحياء مسافرون يقطعون منازل أعمارهم من السنين والشهور ، حتى يلحقوا بهؤلاء الأموات ، ويحتمل العكس في إرجاع الضميرين ، فالمراد أن سبيل هؤلاء الأموات عند هؤلاء الإحياء لعدم اتعاظهم بموتهم ، وعدم مبالاتهم كانوا ذهبوا إلى سفر وعن قريب يرجعون إليهم ، ويؤيده ما في النهج والتفسير « وكان الذي نرى من الأموات سفر عما قليل إلينا راجعون ».
قوله صلىاللهعليهوآله : « بيوتهم أجداثهم » الأجداث جمع الجدث ، وهو القبر أي يرون أن بيوت هؤلاء الأموات أجداثهم ، ومع ذلك يأكلون تراثهم ، أو يرون أن تراث هؤلاء قد زالت عنهم وبقي في أيديهم ، ومع ذلك لا يتعظون ويظنون أنهم مخلدون بعدهم ، والتراث ما يخلفه الرجل لورثته ، والظاهر أنه وقع في نسخ الكتاب تصحيف والأظهر ما في النهج « نبوئهم أجداثهم » ، ونأكل تراثهم ، وفي التفسير (١) « تنزلهم أجداثهم ».
قوله صلىاللهعليهوآله : « نزول فادحة » أي بلية يثقل حملها ، يقال : فدحه الدين أي أثقله ، وأمر فادح : إذا غاله وبهظه ذكره الجوهري (٢) وفي النهج « ثم قد نسينا كل واعظ ، وواعظة ، ورمينا بكل فادح وجائحة » (٣).
قوله صلىاللهعليهوآله : « وبوائق حادثة » البوائق : الدواهي.
قوله صلىاللهعليهوآله : « من غير رغبة عن سيرتي » أي من غير أن يترك ما كان يتمتع
__________________
(١) تفسير القمّيّ ج ٢ ص ٧٠.
(٢) الصحاح ج ١ ص ٣٩٠.
(٣) نهج البلاغة بتحقيق صبحي الصالح ص ٤٩٠ « المختار من الحكم ١٢٢ ».