.................................................................................................
______________________________________________________
وقائل يقول قبض محمد على مفاتيح النصرة والريح والنبوة ، ثم أقبلت سحابة أخرى فغيبته عن وجهي أطول من المرة الأولى ، وسمعت نداء طوفوا بمحمد الشرق والغرب ، وأعرضوه على روحاني الجن والإنس والطير والسباع وأعطوه صفا آدم ورقة نوح ، وخلة إبراهيم ، ولسان إسماعيل ، وكمال يوسف ، وبشرى يعقوب ، وصوت داود وزهد يحيى ، وكرم عيسى ، ثم انكشف عنه فإذا أنا به وبيده حريرة بيضاء ، قد طويت طيا شديدا ، وقد قبض عليها ، وقائل يقول : قد قبض محمد على الدنيا كلها فلم يبق شيء إلا دخل في قبضته ، ثم إن ثلاثة نفر كان الشمس تطلع من وجوههم في يد أحدهم إبريق فضة ، ونافحة مسك ، وفي يد الثاني طست من زمردة خضراء ، لها أربع جوانب من كل جانب لؤلؤة بيضاء وقائل يقول : هذه الدنيا فاقبض عليها يا حبيب الله فقبض على وسطها ، وقائل يقول : اقبض الكعبة ، وفي يد الثالث حريرة بيضاء مطوية فنشرها ، فأخرج منها خاتما تحار أبصار الناظرين فيه ، فغسله بذلك الماء من الإبريق سبع مرات ثم ضرب الخاتم على كتفيه ، وتفل في فيه فاستنطقه ، فنطق فلم أفهم ما قال إلا أنه قال : في أمان الله وحفظه وكلاءته ، قد حشوت قلبك إيمانا وعلما ويقينا وعقلا وشجاعة أنت خير البشر ، طوبى لمن اتبعك ، وويل لمن تخلف عنك ، ثم أدخله بين أجنحتهم ساعة ، وكان الفاعل به هذا رضوان ، ثم انصرف وجعل يلتفت إليه ويقول أبشر يا عز بعز الدنيا والآخرة ورأيت نورا يسطع من رأسه حتى بلغ السماء ورأيت قصور الشامات كأنها شعلة نار نورا ، ورأيت حولي من القطا أمرا عظيما قد نشرت أجنحتها (١).
وقد أوردنا سائر الأخبار الواردة في ذلك في كتابنا الكبير (٢).
__________________
(١) المناقب : ج ١ ص ٢٨.
(٢) بحار الأنوار : ج ١٥ ص ٢٧٥.