أخبره ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال سئل عن النجوم قال ما يعلمها إلا أهل بيت من
______________________________________________________
قوله عليهالسلام : « أهل بيت من العرب » ، أي أهل بيت النبي صلىاللهعليهوآله.
أقول : قد حان أن نفي لك بما وعدناك سابقا عن تحقيق علم النجوم وتعلمه وتعليمه ، والإخبار بأحكامه ولنذكر أولا كلام بعض الأصحاب ثم لنورد الأخبار الدالة على الطرفين.
فأما ما ذكره الأصحاب فقال الشيخ المفيد (ره) في كتاب المقالات ـ على ما نقل عنه السيد ابن طاوس ـ أقول : إن الشمس والقمر وسائر النجوم أجسام نارية لا حياة لها ولا موت ولا تمييز خلقها الله تعالى لينتفع بها عباده وجعلها زينة لسماواته وآيات من آياته كما قال سبحانه : « هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِياءً وَالْقَمَرَ نُوراً وَقَدَّرَهُ مَنازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسابَ ما خَلَقَ اللهُ ذلِكَ إِلاَّ بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ » (١) وقال تعالى : « وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِها فِي ظُلُماتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ قَدْ فَصَّلْنَا الْآياتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ » (٢) وقال تعالى : « وَعَلاماتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ » (٣) وقال تعالى : « لَقَدْ زَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا بِمَصابِيحَ » (٤) فأما الأحكام على الكائنات بدلائلها ، والكلام على مدلول حركاتها ، فإن العقل لا يمتنع منه ولسنا ندفع أن يكون الله أعلمه بعض أنبيائه وجعله علما له على صدقه غير أنا لا نقطع عليه ، ولا نعقد استمراره في الناس إلى هذه الغاية ، وأما ما نجده من كلام المنجمين في هذا الوقت وإصابة بعضهم فيه ، فإنه لا ينكر أن يكون ذلك بضرب من التجربة وبدليل عادة وقد يختلف أحيانا ويخطئ المعتمد عليه كثيرا ، ولا يصح إصابته فيه أبدا ، لأنه ليس بجار مجرى دلائل العقول ولا براهين الكتاب ، وإخبار الرسول
__________________
(١) سورة يونس : ٥.
(٢) سورة الأنعام : ١٧.
(٣) سورة النحل : ١٦.
(٤) سورة فصّلت : ١٢.