٣٩٦ ـ حدثنا ابن محبوب ، عن أبي يحيى كوكب الدم ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال إن حواري عيسى عليهالسلام كانوا شيعته وإن شيعتنا حواريونا وما كان حواري عيسى بأطوع له من حوارينا لنا وإنما قال عيسى عليهالسلام للحواريين : « مَنْ أَنْصارِي إِلَى اللهِ قالَ الْحَوارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصارُ اللهِ » (١) فلا والله ما نصروه من اليهود ولا قاتلوهم دونه وشيعتنا والله لم يزالوا منذ قبض الله عز ذكره رسوله صلىاللهعليهوآله ينصرونا ويقاتلون دوننا ويحرقون ويعذبون ويشردون في البلدان جزاهم الله عنا خيرا.
وقد قال أمير المؤمنين عليهالسلام والله لو ضربت خيشوم محبينا بالسيف ما أبغضونا ، وو الله لو أدنيت إلى مبغضينا وحثوت لهم من المال ما أحبونا.
٣٩٧ ـ ابن محبوب ، عن جميل بن صالح ، عن أبي عبيدة قال سألت أبا جعفر عليهالسلام عن قول الله عز وجل : « الم غُلِبَتِ الرُّومُ فِي أَدْنَى الْأَرْضِ » (٢) قال فقال يا أبا عبيدة إن لهذا تأويلا لا يعلمه « إِلاَّ اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ » من آل محمد صلوات الله عليهم إن
______________________________________________________
الحديث السادس والتسعون والثلاثمائة : مجهول.
قوله عليهالسلام : « إن حواري عيسى عليهالسلام » قال الجزري : « فيه حواري من أمتي » أي خاصتي من أصحابي وناصري ، ومنه الحواريون أصحاب عيسى أي خلصاؤه وأنصاره ، وأصله من التحوير التبييض ، وقيل إنهم كانوا قصارين يحورون الثياب أي يبيضونها ، ومنه الخبز الحوارى الذي نخل مرة بعد مرة قال الأزهري : الحواريون خلصان الأنبياء ، وتأويله الذين أخلصوا ونقوا من كل عيب (٣).
الحديث السابع والتسعون والثلاثمائة : صحيح.
قوله تعالى : « الم غُلِبَتِ الرُّومُ فِي أَدْنَى الْأَرْضِ » قال البيضاوي : أي أرض العرب منهم لأنها الأرض المعهودة عندهم ، أو في أدنى أرضهم من العرب ، واللام
__________________
(١) سورة الصفّ : ١٤.
(٢) سورة الروم : ١ ـ ٢.
(٣) النهاية : ج ١ ص ٤٥٧ ـ ٤٥٨.