٤٥٦ ـ حميد بن زياد ، عن الحسن بن محمد الكندي ، عن غير واحد من أصحابه
______________________________________________________
ولاة الأمر كانت دماؤهم أقرب إلى الصيانة والعصمة ، مما إذا كانوا سوقة تحت يد وال من غيرهم ، فلم يساعده القضاء والقدر ، وكان من الأمر ما كان ، ثم أفضى أمر ذريته فيما بعد إلى ما قد علمت (١).
قال : وروى أحمد بن عمر بن عبد العزيز ، عن عمر بن شيبة ، عن محمد بن منصور عن جعفر بن سليمان ، عن مالك بن دينار قال : كان النبي صلىاللهعليهوآله قد بعث أبا سفيان ساعيا (٢) فرجع من سعايته ، وقد مات رسول الله فلقيه قوم فسألهم ، فقالوا مات رسول الله فقال : من ولي بعده ، قيل أبو بكر قال : أبو الفصيل؟ قالوا : نعم قال : فما فعل المستضعفان علي والعباس ، أما والذي نفسي بيده لأرفعن لهما من أعضادهما.
قال أبو بكر أحمد بن عبد العزيز : وذكر جعفر بن سليمان أن أبا سفيان قال شيئا آخر لم يحفظه الرواة ، فلما قدم المدينة قال : إني لأرى عجاجة لا يطيفها إلا الدم ، قال : فكلم عمر أبا بكر ، فقال : إن أبا سفيان قد قدم ، وإنا لا نأمن شره ، فدع له ما في يده فتركه فرضي (٣).
أقول : قد أوردنا سابقا ما رواه الفريقان من ظلمهم أهل البيت وجبرهم على البيعة وفيما أوردنا في المقامين كفاية لمن له أدنى فهم ودراية ، وتفصيل الكلام في ذلك موكول إلى شرحنا على كتاب الحجة ، والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم.
الحديث السادس والخمسون والأربعمائة : مجهول.
__________________
(١) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج ٢ ص ٥٣.
(٢) السعاية : مباشرة أعمال الصدقة.
(٣) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ج ٢ ص ٤٤.