قال فقلت فقوله عز وجل : « وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبِحِينَ وَبِاللَّيْلِ أَفَلا تَعْقِلُونَ » (١) قال تمرون عليهم في القرآن إذا قرأتم القرآن تقرأ ما قص الله عز وجل عليكم من خبرهم
______________________________________________________
ثم المشهور بين المفسرين أن الله تعالى أمرهم بالمسافرة في الأرض على وجه التدبر والتفكر لأن ديار المكذبين من الأمم السالفة كانت باقية ، وأخبارهم في الخسف والهلاك كانت شائعة فإذا ساروا في الأرض وسمعوا أخبارهم وعاينوا آثارهم دعاهم ذلك إلى الإيمان وزجرهم عن الكفر والطغيان وأما على تأويله عليهالسلام فالمراد بالسير السير المعنوي ، ولعل في الكلام تقدير مضاف أي تفكروا في قصص أهل الأرض وأحوالهم واقرءوها في الكتاب.
قال الشيخ الطبرسي (ره) روي عن ابن عباس أنه قال : من قرأ القرآن وعمله سار في الأرض لأن فيه أخبار الأمم (٢).
قوله تعالى : « وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبِحِينَ وَبِاللَّيْلِ » المشهور بين المفسرين أن هذا خطاب لمشركي العرب ، أي تمرون في ذهابكم ومجيئكم إلى الشام على منازل قوم لوط وقراهم بالنهار والليل « أَفَلا تَعْقِلُونَ » فتعتبرون بهم (٣).
قوله عليهالسلام : « فقرئ » على البناء للمجهول أي إذا قرأت القرآن فكأن الله قرأ عليك ما قص في كتابه من خبرهم ، فقوله « عليكم » متعلق بقرء وقص على التنازع ، ويحتمل على بعد أن يكون المراد قراءة الإمام ، وكان بعض مشايخنا يقرأ ـ قرأ ـ على المعلوم ، أي قرأ القاري منكم ، وممن عاصرنا كان صحف ، فقرأها ـ قرأ ـ على صيغة الأمر ، وهو مع عدم استقامته لا يساعده رسم الخط أيضا والصواب ما ذكرنا أولا.
__________________
(١) الصافّات : ١٣٧ ـ ١٣٨.
(٢) مجمع البيان : ج ٨ ص ٣٠٧.
(٣) نفس المصدر : ج ٨ ص ٤٥٨ وأنوار التنزيل : ج ٢ ص ٢٩٩.