قال وسألته عن قول الله عز وجل : « قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلُ » (١) فقال عنى بذلك أي انظروا في القرآن فاعلموا كيف كان عاقبة الذين من قبلكم وما أخبركم عنه.
______________________________________________________
مبين (٢).
قوله عليهالسلام : « فِي إِمامٍ مُبِينٍ » يحتمل أن يكون في مصحفهم عليهمالسلام هكذا ، والظاهر أنه عليهالسلام ذكر ذلك تفسيرا للكتاب المبين بأن يكون المراد بالكتاب المبين أمير المؤمنين وأولاده المعصومين عليهمالسلام كما رواه العامة والخاصة في تفسير قوله تعالى : « وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ » (٣) أن النبي صلىاللهعليهوآله أشار إلى أمير ـ المؤمنين عليهالسلام بعد نزولها ، وقال : هذا هو الإمام المبين (٤).
ويؤيده أن العياشي روى هذا الخبر عن أبي الربيع ، وفي آخره وكل ذلك في كتاب مبين (٥) وظاهر خبر الحسين بن خالد أيضا أنه عليهالسلام فسر الكتاب بالإمام ، وإن احتمل أن يكون مراده أن الآية نزلت هكذا.
قوله عز وجل : « سِيرُوا فِي الْأَرْضِ » أقول : ورد هذا المضمون في آيات كثيرة في سورة الأنعام (٦) وسورة النمل (٧) وفي سورة الروم في موضعين ، وأشبهها بما في الخبر لفظا في سورة الروم ، وهي هكذا « قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلُ كانَ أَكْثَرُهُمْ مُشْرِكِينَ » (٨) نعم في موضع آخر في سورة الروم هكذا « أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ » (٩) وهي في غاية المخالفة فقوله ـ من قبلكم إما تصحيف من النساخ أو موافق لما في مصحفهم عليهمالسلام والأول أظهر.
__________________
(١ و ٨ و ٩) سورة الروم : ٤٢.
(٢ و ٥) تفسير العيّاشيّ : ج ١ ص ٣٦١.
(٣) سورة يس : ١٢.
(٤) معاني الأخبار : ص ٩٥.
(٦) سورة الأنعام : ١١.
(٧) سورة النمل : ٦٩.